علي السامرائي
عندما انهالت حمم الموت الإسرائيلية على غزة وكشرت حكومة نتنياهو عن أنيابها ومارست آلتها الحربية ضد المدنيين الفلسطينيين ..كان للعراق موقفا رسميا وشعبيا منسجما مع ما دأب عليه منذ عقود في دعم القضية الفلسطينية وإدانة الصلف الإسرائيلي المدعوم من الغرب.
واعتاد العراق بمختلف الحقب والعهود سواء كانت ملكية أم جمهورية على عدم انتظار أي دعوة لاتخاذ موقف تجاه ما تتعرض له فلسطين، ففي الحروب العربية – الإسرائيلية منذ 1948 ، انخرط العراق بكل إمكانياته فيها ، فكانت حرب 6 أكتوبر 1973 نموذجا لموقف عراقي حاسم عندما سارت الدبابات العراقية نحو الحبهة السورية وأسهمت بحماية دمشق وقدم الجيش العراقي عشرات الشهداء والجرحى، ليتكرر ذات المشهد بعد نصف قرن من الزمان وتحديدا في 7 أكتوبر 2023 بدعم عملية “طوفان الاقصى”، وكل ما يترتب عنها من انعكاسات على الأرض إيمانا منه بحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حقوقه المشروعة المسلوبة منذ أكثر من 7 عقود.
وعلى هذا الأساس كان للبرلمان العراقي موقفا واضحا وسريعا من خلال الدعوة لعقد مؤتمر طارئ للاتحاد البرلماني العربي في بغداد وبحضور رؤساء البرلمانات العربية أو من يمثلهم من أجل العمل على صوغ سياسة برلمانية موحدة وواضحة المعالم لمواجهة التحديات الراهنة وتوحيد الخطاب السياسي العربي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وأهمية وضع خطة تحرك من عدة مسارات على الجهات البرلمانية الدولية لضمان اعتماد موقف مناهض للعنف الإسرائيلي .
ويعكس استضافة بغداد للموتمر 35 للاتحاد البرلماني العربي لقادة العمل النيابي العربي، حرصا واضحا من قبل رئيس مجلس النواب على استثمار الدبلوماسية البرلمانية خلال فترة رئاسته للاتحاد في تحقيق مكاسب عربية على أكثر من صعيد من بينها ما يسهم برفد القضية الفلسطينية بزخم جديد من المواقف تعينها على مواجهة الانحياز الأميركي والغربي لصالح الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى اتخاذ قرارات غير تقليدية لمواجهة مساعي الترحيل الجماعي للسكان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية لأهل غزة ورفض أي محاولة لتغيير الواقع على الأرض.
ووفقا لأمين عام الاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، فإن الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الطارئ من قبل الاتحاد البرلماني العربي ستكون منسجمة مع تطلعات الشعب العربي وحالة الفوران الشعبي إلى جانب السعي لاتخاذ مبادرات عملية لتحقيق الأهداف المرجوة من عقد المؤتمر الطارئ من أجل دعم غزة وشعبها ورفض كل أشكال العدوان الإسرائيلي.
إن البرلمان العراقي والاتحاد البرلماني العربي، يسيران جنبا إلى جنب بتكاملية واضحة وحركة شبابية دؤوبة في النهوض بأعباء تثقل المجتمع العربي وإيجاد مقاربات جديدة للقضايا العربية المهمة وتوحيد المواقف العربية ورص الصفوف من منطلق المسؤولية القومية والتعبير عن حالة الغضب العارمة من الممارسات الإسرائيلية التي تتطلب تظافر كل الجهود وتعاونها لإيقاف إسرائيل عند حدها، فالدماء المسفوكة على أرض غزة أو أي أرض عربية أخرى لن تكون ماء.