حوار: ماجد الشبكي
إعداد: كديانو عليكو
اجرت قناة المسرى حوارا خاصا مع النحات والرسام نينوس ثابت ابن مدينة الحمدانية بسهل نينوى حول قيامة برسم فاجعة حريق قاعة الهيثم للأعراس في قضاء الحمدانية بلوحة فنية جسدت الواقعة سماها “عرس بغديدا”.
يقول ثابت حول لوحته للمسرى: “تعايشت مع هذه اللوحة وظروف الحادث الاليم والفاجعة الكبيرة التي وقعت في قاعة الهيثم للاعراس وراحت ضحيتها العشرات من المحتفلين، وسميت اللوحة (عرس بغديدا)، العرس الدامي، تجسد اللوحة الكثير من تفاصيل الحادث الاليم، منها اطفال وهم يشعلون الشموع والعروس”.
واضاف الرسام نينوس ثابت، انه “لم يرد النظر الى ناحية الالم والحروق التي شاهدها بأم عينيه والناس الذين كانوا بحالة ماساوية ومتفحمين، بل اراد ان يضفي جانبا من الامل في اللوحة والذي تجسد في عنصر السمك في السماء والذي يرمز الى المستقبل وكذلك الاطفال وهم يشعلون شموع الامل والصلاة الصادقة التي تصدر من الطفل وان الطفل اكبر من اي امر يحدث في العالم وظهر واضحا بصورة اكبر من المبنى في اللوحة وان روح الانسان اهم من كل شيئ”.
وجسد ثابت في اللوحة مدينته بلقطة بانورامية عن طريق الدرون ساعده في ذلك احد اصدقائه، مضيفا ان الناس تفاعلوا كثيرا مع هذا العمل الفني والذي هو ابسط ما يمكن ان يقدمه لاهله في نينوى وقال انه في المستقبل سيصنع نصبا تذكاريا لشهداء الحادثة الاليمة التي كانت مؤلمة لعموم المنطقة ولاهل الحمدانية والعراق بشكل عام وانها لم تكن امرا سهلا”.
وحول الدافع وراء انجاز هذا العمل، اوضح ثابت، ان “ما دفعه هو انتماءه لهذه المنطقة ولهذه البيئة وان غالبية الذي استشهدا كانوا ابناء مجتمعه وكان يلتقي ببعضهم بصورة يومية، وانه تاثر بهم وشعر بالم كبير”.
ودعا الرسام نينوس ثابت الحكومة والسلطات المختصة الى ان تكون لها وقفة مع هذه الفاجعة الاليمة والتي اصبحت عبرة لهم ولا يجوز تكرارها باي شكل من الاشكال ورؤية ماسي اخرى مثل حريق الحمدانية والتهجير وغيرها، متمنيا ان يكون للناس انتماء لهذا الوطن قبل الانتماءات القومية او انتماءات اخرى، لان المواطنة شيئ اساسي حتى نبني وطنا بقادة حقيقيين ومستقبل مشرق”.
وبشان المواد المستخدمة في العمل الفني، قال ثابت: ان “المواد والخامات التي استخدمت في اللوحة هي الكانفاس والالوان الزيتية التي بامكانها تجسيد اللوحة بشكل افضل وبثلاثي الابعاد وثنائي الابعاد اكثر من الوان الاكريليك ومواد الرسم الاخرى، مضيفا ان الاسلوب المستخدم في اللوحة تعبيري تعبر عن مشاعر الفنان، لكن بطريقة غير دموية، رغم مشاهدته لمناظر دموية مرعبة اثناء الحريق، حيث كان المصابين بحاجة الى دم ومرميين امام قاعة الاعراس”.
وبين ان “اللوحة فيها الكثير من الرموز مثل العروس المرسومة باوراق محترقة التي تمثل الحلم المحروق ورسم القاعة مقابل الكنيسة حتى يظهر للمشاهد بان الحادث وقع في قرقوش وبغديدا وان القاعة المحترقة كانت موجودة في هذه المنطقة وايصال فكرة للمختصين وللشعب العراقي”.
واندلع حريقٌ يوم 26 أيلول 2023 في قاعة الهيثم للاعراس بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى ما تسبب في مقتل حوالي 122 شخصاً، وإصابة 82 اخرين من اصل نحو 900 مدعو للعرس.