الكاتب..هاشم حسن التميمي
لايمكن لباحث مستقل ان يقيم بمفرده الاداء لاي حكومة ويحتاج لفريق من الباحثين يتفقون على اتباع منهج علمي في رصد وتحليل البيانات والتوصل لنتائج بمصداقية عالية بغير ذلك نلجأ لتسجيل انطباعات تختلط فيها المعطيات بالعواطف والاستمالات.
وبهذا وبذاك يجب ان يتسم البحث او الانطباع بقدر كبير من الانصاف في الوصف والاحكام والانحياز باشكاله ودوافعه…نقول ذلك ونحن امام مسؤولية وطنية ومهنية في تقييم البرنامج الحكومي لحكومة السوداني وهي تجتاز عامها الاول وعبرت المكاتب الخاصة لرئيس الوزراء عن رغبتها في استطلاع اراء المحللين السياسيين والاعلاميين المعروفين من خلال لقاءات مباشرة وتسجيل الملاحظات وتقديمها لصاحب القرار وهذه خطوة جيدة تحتاج ان تتبلور باعتماد استبيانات علمية لمعرفة اتجاهات الراي العام… والاستعانة بنتائجها لتصحيح المسار.
والحق نقول ان تقييم اية حكومة يجب ان ينطلق من خلال معرفة امكانياتها والقدرات المتاحة لها. وطبيعة البيئة المتحكمة باداءها وفي مقدمة ذلك القيود الدستورية والاعراف التي كرستها الكتل السياسية والحكومات السابقة واخطرها المحاصصة والموازنة مابين رغبات الشركاء في ظل منظومة فساد لامثيل لها في التاريخ والتزامات بتحالفات محلية ودولية تكبل مديات القرارات والمنجزات وتعرقل مسيرة التنمية المتعثرة بغياب التخطيط وتهميش الكفاءات او اعتماد قرارات اقتصادية خطيرة لترضية الجماهير. مثل التعينات وتحويل الاراضي الزراعية لسكنية ناهيك عن تركة ثقيلة موروثة من الحكومات السابقة.
باختصار ان السوداني بشخصه وباركان حكومته وجدوا انفسهم بين مطرقة الجماهير التي تطالب بتحقيق اصلاحات وشعارات ثورية رفعت على مدى عشرين عاما في الحملات الانتخابية والبرامج الحكومية هي بمثابة وعود للدخول في جنة الانجازات تتحمل وزرها جماهيريا الحكومة الحالية…اما متطلبات السندان ويمثلها الاطار والتحالفات الداخلية والخارجية والشركاء الاقوياء فهي الاخرى لها مطاليب قد تتعارض مع ما تريده الحكومة والشعب.
واخيرا نقول لضيق مساحة المقال مازال الوقت مبكرا لاصدار الاحكام عن نتائج شجرة تحتاج للوقت لتثمر ونتذوق ثمارها ونضعها في ميزان منصف تتولاه كفاءات وخبرات حقيقية لمراقبة وتقييم تنفيذ برامج الحكومة وارشاد صانع القرار بحكمة وشجاعة وليس بالمجاملات والتلميع والعواطف الاخوانية لحاشية من الاقارب والمقربين في عصر تتربص فيه العقارب لتسميم اي منحز لقتله لحسابات سياسية واحقاد وطموحات شخصية لاتميز بين العام والخاص.
ان توفير البيانات في وقتها المناسب واتاحة الفرصة للتربص والرصد الميداني للمشاريع والاجراءات سيساعد الكاتب المستقل والصحفي الاستقصائي لكشف المستور والمخفي عن الحكومة ومساندتها في محاربة الفساد وايقاف الذباب الالكتروني الذي يشوش اذهان الجماهير ويزيف الوقائع ولعل خير سلاح لدحره هي الشفافية الحكومية في التواصل عبر خطابات ذكية وتحالفات وطنية مع اصحاب الكلمة الحرة والابحاث الرصينة..وصدق من قال ان النجاة في الصدق…ولابد ان نعترف بوجود حركة اصلاح واعمار. تبشر بخير نامل ان تنجز باسرع وقت مع الحفاظ على. المواصفات ودقتها حتى لا نضطر لهدر اموال اضافية لصيانتها واشغال الناس… المطلوب شفافية في نشر تفاصيل الاعمال ليطلع الراي العام ولقطع ااطريق لمن يريد ان يتصيد ويضخم اخطاء الحكومة…. ان انجاز ميناء الفاو الكبير ووضع حجر الاساس لمترو بغداد مشاريع ستراتيجية لو فعلها السوداني سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
نقلا عن صحيفة الزمان