المسرى … خاص
الفقراء ومحدودو الدخل من أكثر طبقات المجتمع معاناة من المشاكل السياسية والاقتصادية التي تدور رحاها في البلد، وبالتالي أغلب القرارات التي تصدر بحجة إنصافهم والتخفيف من معاناتهم لا تأتي بثمارها، بسبب كثرة المعاناة والإهمال الذي يعيشون فيه.
وفي مدينة خانقين تحديدا تتزايد نسب البطالة بين صفوف الشباب وبالأخص الخريجين بسبب عدم إنصافهم -كما يقولون- في فرص التعينات وغياب المشاريع الاستراتيجية وتفشي الفساد وسود الإدارة في البلاد.
حلم التعيين
المواطن علاء معيدي خريج عاطل عن العمل أوضح للمسرى أنه “خريج كلية القانون سنة 2018 ، وكذلك خريج المعهد التقني قسم إدارة الموارد سنة 2013 ، سنوات وأنا أملأ الاستمارات من أجل التعيين، عسى أنا يحالفني الحظ واحصل على فرصة في إحدى الدوائر والمؤسسات بالحكومة ، ولكن للأسف لم أحظى بها حتى الآن “، مبينا أنه ” خلال هذه السنوات عملت في العديد من المجالات كعامل بناء وبيع السلع على الأرصفة ( البسطية) إلى أن تمكنتُ من فتح محل خاص أعتمد عليه في معيشتي وقوتي اليومي “، داعيا الحكومة إلى “الالتفات لمعانات العاطلين وتوفير فرص تعيين وعمل ” .
معاناة طبقة كبيرة
وبدوره قال المواطن أحمد محمد خريج جامعة للمسرى إنه ” يعمل كاسب في سوق خانقين ويبيع الفواكة والخضروات، وأنه تخرج من الجامعة منذ أكثر من خمسة سنوات، لم يحصل على فرصة للتعيين ، لذلك قرر الاعتماد على نفسه في توفير قوت عائلته المتكون من 7 أشخاص”، مؤكدا أنه ” لا يملك حتى راتب الرعاية الاجتماعية، كل دخله اليومي يعتمد على ما يتحصل عليه من عمله في البقالة”، داعيا الحكومة والمعنيين إلى الالتفات إلى معاناتهم وتوفير فرصة عمل لائقة بهم، تنقذهم من هذا الوضع الصعب الذي يعيشوه .
بؤس وحرمان
ورغم الظروف الصعبة التي مر ويمر بها البلاد منذ سنين، يرى كثيرون أن المشكلة لا تكمن في قلة الموارد المالية، إنما في سوء الإدارة والتخطيط وتفشي الفساد، كون الموازنة العامة للبلاد عالية جدا ولكن المواطنين لا يزالون يعيشون في بؤس وحرمان ومعاناة .
أسباب كثيرة
وبالمقابل أشار ديار على محمود المراقب للشأن السياسي إلى أن “هناك أسباب كثيرة للمعاناة التي يعيشوها المواطنون، وخصوصا بطالة الشباب والخريجين، منها سوء التخطيط المستقبلي وغياب العقلية المنفتحة على كيفية إيجاد العمل للشباب وتقليل نسب البطالة، لذلك نرى دوما حدوث تخبطات في كل المجالات والقطاعات، أضف إلى ذلك أن البلد ليست دولة مؤسسات والفساد فيها مستشر وأغلب مشاريعها على الورق فقط أو متلكئة، لذلك ترى أن الوضع يسير دائما نحو الأسوء” حسب تعبيره .
فرص استثمارية
ورغم كثرة الإيرادات المالية للبلاد سواء أكانت نفطية أم غير نفطية، إلا أن الفرص الاستثمارية تتضاءل ومعدلات البطالة ترتفع، ومعها تزداد مشكلات الفقر بشكل ملحوظ .