تغطية: حسين السعيدي – واسط
إعداد: كديانو عليكو
تعد مقبرة الاتراك في مدينة الكوت احد معالم محافظة واسط وواحدة من المقابر القديمة التي تضم رفات عدد من الجنود والضباط الاتراك في الجيش العثماني الذين قتلوا في الكوت بين عامي 1914 و1917 .
تشرف على المقبرة السفارة التركية في بغداد من حيث العناية بها والزيارات المستمرة لها بين الحين والآخر .
يعود تأريخ هذه المقبرة لمعركة عام 1915 حينما حاصر بها الجنود العثمانيون مقر القوات البريطانية في الكوت انذاك والتي سقط فيها عدد من الجنود الاتراك في تلك الفترة.
ويقول التدريسي في جامعة واسط الدكتور ماجد الاسدي للمسرى: ان “مقبرة الاتراك من حوادث الحرب العالمية الاولى التي بقيت معالمها شامخة وشاخصة حتى الان، مضيفا ان المقبرة تعد الان من الارث العراقي الحالي، حيث كان ساحة من ساحات الحرب ابان الحرب العالمية الاولى”.
واوضح الاسدي، ان “شدة المعارك التي جرت في هذه الجبهة وهي جبهة ما بين النهرين، احتدمت عام 1916، مشيرا الى ان الدولة العثمانية دخلت الحرب الى جانب المانيا مع تحالف مضاد هو بريطانيا وفرنسا وروسيا وكان الجيش العثماني مزودا بالاسلحة الالمانية وبالتالي فان الجبهة العراقية كانت مهمة بالنسبة الى الدولة العثمانية التي كانت تعتمد على العراق اعتمادا كليا في مسالة الايرادات المالية، لكن الانقلاب العثماني العسكري الذي حصل في العام 1913 اتى بمجموعة من القادة العسكريين وكان هؤلاء لديهم نزعة توسعية وتتريك المنطقة ومقاومة ومواجهة بريطانيا بشتى الوسائل، لذلك كانت جبهة العراق احدى الجبهات المهمة الطاحنة في الحرب العالمية الاولى وتمكنت من ايقاف التقدم البريطاني”.
تقع مقبرة الاتراك في وسط مدينة الكوت في محافظة واسط في منطقة تسمى داموك في الضفة اليسرى لنهر دجلة، حيث تحتوي المقبرة على 50 قبرا لرفات جنود اتراك في هذه المنطقة .
اضاف ابو احمد وهو احد حراس المقبرة التركية للمسرى، انهم “اقدم عائلة في مدينة الكوت في المنطقة التي تسمى داموك التي كانت معسكرا، مضيفا انه كان هناك في هذا المكان مدفعين امام باب المقبرة، انسحبت في العام 1966”.
واوضح ابو احمد، انه “خلال التجوال في محيط المقبرة يمكن رؤية اثار الحرب والجثث والجماجم البشرية”.
من جانبه، اوضح الصحفي سعد الموسوي للمسرى، ان “المعركة التي اندلعت هنا، تم قتل العديد من قوات الجبش البريطاني فيها على يد الجنود الاتراك وحاصر الجنود الاتراك الكوت وسميت بحصار الكوت يومها الذي تسبب بحدوث مجاعة في العام 1917”.