لطيف نيرويي
وبينما تصل الحملات الدعائية والإعلانات الانتخابية إلى أوجها في المحافظات العراقية وعلى رأسها المناطق المستقطعة، يخوض الجهات والأطراف السياسية جميعها تنافسا حادا لحصد أغلب الأصوات ومعضم مقاعد مجالس المحافظات في الانتخابات المحلية المقبلة والوصول إلى السلطة المحلية، وما يميز الدعاية الانتخابية في سنجار عن بقية المناطق المستقطعة، جرحها العميق ونزيفها المتواصل هي وأبناؤها، والسبب أن هناك أكثر من ١٦٠ ألف مواطن في المنطقة لا زالوا يعيشون في المخيمات الواقعة في محافظات إقليم كردستان لا سيما في محافظة دهوك، رغم مرور أكثر من ٩ سنوات على هجمات داعش البربرية على الإيزديين وإبادتهم، وحالت مجموعة من العقبات والعوائق دون العودة إلى مناطقهم الأصلية.
لازال قائممقام سنجار يدير مهامه الوظيفية من خارج القضاء في مبنى قائممقامية المؤقت في منطقة دومير التابعة لمحافظة دهوك، ما يزيد من معاناة المواطن السنجاري الذي يضطر إلى السفر لمدة ثلاث ساعات والمرور بـ ١٢ نقطة أمنية كي يحظى بتوقيع القائممقام للمضي بمعاملته القانونية، وهكذا الحال عند العودة.
رغم مرور ٩ أعوام على الاحتلال والخراب والإبادة التي تعرض لها ايزديو سنجار، لم تتهيئ بعد الأجواء الملائمة للم شمل السنجاريين في مناطقهم الأصلية، لأنه رغم هجرة أكثر من ١٠٠ ألف مواطن إيزدي إلى البلدان الأوروبية، لا يزال شباب المنطقة متمسكون بالهجرة نحو بلدان المهجر، وأبناء المكون مقسمون على خمس مجاميع نتيجة الصراعات الحزبية، وكل مجموعة لها توجهاتها ورؤاها لحل مشاكل سنجار وإدارة الحكم ومستقبل المنطقة.
– لا يزال السنجاريون غارقين في همومهم، فهم يعانون من انعدام الخدمات والبطالة والتميير والدمار، رغم مرور ٩ سنوات على عمليات الإبادة، ولا يزال مصير الآلآف من الأطفال والبنات والنساء الإيزديات مجهولا.
– لا تزال الأبعاد السياسية والقانونية والإقليمية والدولية والاجتماعية والتاريخية الخاصة بسنجار رهينة البعد العسكري.
الهم الإيزدي لا يزال قائما، لأن أبناء سنجار وكذلك أبناء المناطق المستقطعة يتطلعون لتأسيس جامعة أو مستشفى أو متنزه عصري في مدينتهم.
وتعود أسباب استمرار تلك الهموم والجراحات إلى النظام الإداري غير المنصف في القضاء والحكومة المحلية في نينوى، ولا حل لتطبيع الوضع في سنجار من دون مشاركة الاتحاد الوطني الكردستاني بالحكومة المحلية بنينوى وسنجار وتشكيل إدارة ذات قاعدة واسعة تقدم الخدمات وتتمتع بالشفافة وتخدم جميع الإيزديين دون استثناء.
لذا فإن الانتخابات المقبلة مصيرية ومهمة لأبناء سنجار وهي فرصة تاريخية للسنجاريين للمشاركة الواسعة في عملية الاقتراع والتصويت لتحالف (اتحاد أهل نينوى). باعتبار أن نجاح الاتحاد الوطني في تلك المحافظة عامل أساسي لإعادة لم شمل الإيزديين والقضاء على التمييز وتطبيع الوضع في سنجار وعودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية وإعمار المدينة ومحو ما خلفه داعش الإرهابي وبدء الهجرة العكسية نحو مدينتهم. وعليه فإن (تحالف أهل نينوى) يملك أجندة وستراتيجية خاصة لكيفية حل مشاكل المدينة، وآلياتُ تنفيذها باتت جاهزة ومكتملة، وتطبيقها كفيل بتضميد جراح سنجار وإنهاء هموم أبنائها المتواصلة.
عضو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني