تعتبر الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات في العراق، ومن ضمنها محافظة كركوك، انتخابات مهمة، ولكنها تكتسي تميزا وأهمية أكبر بالنسبة لكركوك والكركوكيين، إذ حرمت المدينة على مدى الـ17 عاما الماضية من حق قرار الشعب، ولم تجر فيه انتخابات مجالس المحافظات منذ عام 2005.
على مدى الـ17 عاما الفائتة كان ينبغي أن يقرر الكركوكيون بجميع مكوناتهم، مصيرهم بأنفسه، 4 مرات أخر، ويشاركوا في إدارة المحافظة مع مراعاة الشراكة الحقيقية بين المكونات كافة، ولكن تم سلب هذا الحق الديمقراطي من كركوك قدس كوردستان، بحجج مختلفة، مع إجراء الانتخابات المحلية في العراق مرتين أخريين في 2009 و2013، باستثناء كركوك.
إن الكورد، كمكون رئيس في كركوك، وبالنظر الى هويتها الكوردستانية، ناضلوا وكافحوا في سبيلها طويلا سواء على الصعيد السياسي أم البيشمركايتي، وأريقت دماء غزيرة في سبيلها، وحصة الأسد من هذا النضال والتضحية كانت من نصيب الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتاريخ شاهد على ذلك، لذا ففي هذه المرحلة التي تستعد كركوك للعملية الانتخابية المقرر إجراؤها في الـ18 من الشهر القادم، من الضروري البدء بجني ثمار هذا النضال والتضحية، وتسخيرها في مصلحة مكونات المحافظة كافة، مثلما حصل في انتخابات 2005، حيث شارك الكورد في الانتخابات بقائمة (التآخي) وتمكنوا من الفوز بأغلبية مقاعد مجلس المحافظة، ولكنهم وظفوا هذا الانتصار والسلطة في خدمة المكونات والتعايش، فتم إشراك الجميع في الإدارة ولم يجعل من عدد المقاعد مقياسا، وهذه هي سياسة الاتحاد الوطني وتحالفه في المرحلة الراهنة، للانتخابات المقبلة.
هذه الانتخابات، قبل كل شيء، هي فرصة ديمقراطية ذهبية، لكي يقرر الكركوكيون مصيرهم بعد 17 عاما، لتأسيس إدارة خدمية وإنهاء الحكم المتسلط والفاسد، ولكن بالنسبة للكورد، فلها أهمية من ناحية السياسة، الهوية، والأرض، كما إن الواقع والمرحلة يتطلبان من مواطني كركوك المشاركة الفاعلة والمكثفة في الانتخابات وحسم فرصة النضال الديمقراطي والانتخابي في مصلحة الكورد، المكون الرئيس في المدينة، والتصويت لقائمة تحالف (كركوك قوتنا وإرادتنا) الرقم 142، هذا التحالف الذي يضم الاتحاد الوطني الكوردستاني، صاحب حصة الأسد في النضال والكفاح والتضحية بالدماء والأرواح، في سبيل كركوك والكركوكيين.
التصويت للقائمة 142، هدفه منح المزيد من القوة للاتحاد الوطني، لكي يعززها بقوة المصويتن له وبنتيجة الانتصار في النضال الديمقراطي في كركوك، وتسخيرها في مصلحة الكركوكيين ومن ضمنهم الكورد، وبموازاة ذلك يمهد الطريق لاستعادة منصب محافظ كركوك والمناصب الإدارية في المحافظة، ويختم من جديد بختم الهوية الكوردستانية لكركوك على صفحات مستقبل كركوك، وهذا لن يتحقق إلا بالاتحاد الوطني الكوردستاني، لأن هذه القوة السياسية بقي مع الكركوكيين في الصعاب وواجه البعث وانتصر في حرب الهوية الكوردستانية للمدينة دون مساومة، وتمكن من حماية كركوك بأرضها وهويتها ويسلمها لمواطنيها الأصلاء، الذين بإمكانهم تعويض حرمانهم من الانتخابات ونصرة القائمة 142، وسيكون الاتحاد الوطني الكوردستاني حصنهم السياسي، وسيظل صامدا مثل قلعة كركوك لحمايتها وأهلها وخدمة جميع مكوناتها دون تمييز.