لطيف نيرويي
تأسست وهي تحمل كل مقومات عاصمة، وجميع عوامل التمدن ومنها انطلق عصر التنوير الكردي وفيها بدأت الحركة الأدبية واللغوية بدءا من الشعراء الثالوث محوي ونالي وسالم مرورا بالشاعرين بيرميرد وكوران وصولا إلى مرحلة التجديد في الأدب الكردي، فهي احتلت وبامتياز ريادة الأدب واللغة حتى وهي تعيش فترة النضال والكفاح المسلح، والتاريخ يروي لنا: إن السليمانية تتصدر كل المحافل، فأول مطبعة تأسست فيها وأول صحفية صدرت منها وكذلك أول قاموس ولا يخفى أنها الأولى في العطاء والإيثار للأدب والفنون.
وها هي السليمانية اليوم تفتح أحضانها لنحو خمسة ملايين كتاب تتوزع على شتى العناوين والمفاهيم، إذ أن أكثر من 200 دار نشر وتوزيع من 20 دولة من دول العالم تيمم وجهها الأدبي والفكري نحو عاصمة الكتاب ويستعرضون في معرض السليمانية الدولي في دورته الخامسة نتاجاتهم وأعمالهم. ما يعطي دليلا واضحا أن السليمانية والكلمة والرسالة لم تنفصلا منذ نحو قرنين ونصف القرن، ولا تزالان تعانقان البعض.
لم ترض السليمانية إلا أن تكون في طليعة الأدب والحركة الثقافية حتى وهي تكافح وتضحي وتشقى من أجل نيل الحقوق القومية وبرزت فيها عبر ذلك التاريخ الكثير من الأسماء اللامعة التي لم ينفك الزمن أن يحفظ لهم مآثرهم ومناقبهم الفكرية والتنويرية.
كل تلك الخصوصية من الكفاح العريق والممتد في مجالات الفكر والثقافة والبصيرة والرشاد، جعلت المدينة تحتفظ لنفسها بلقب (عاصمة الثقافة) إلى جانب لقبها الأصل (التضحية والفداء)، فرغم ما مرت بها من ظروف قاسية ومنها الوضع المالي والاقتصادي المتردي ترى مسيرة الثقافة في هذه المدينة متواصلة ولا توقف لها وتلحظ في كل يوم وساعة ولادة كتاب ليضاف إلى الحصاد والكم الهائل من الكتب بعناوينها المتعددة، وعليه فإننا مع انطلاق الدورة الخامسة لمعرض السليمانية الدولي للكتاب نلحظ حضور العديد من عناوين الكتب المختلفة وأغلبها رأت النور وطبعت محليا وحصلت على الرقم الإيداعي الخاص بها ومنها ما طبعت في دول الجوار وهذا إن دل على شيئ فيدل على أن السليمانية تظل مدينة للكتاب والورق والحبر.
ليتبارك حصاد الكتاب ومرحبا بكم جميعا في معرض السليمانية الدولي للكتاب في دورته الخامسة، أهلا بكم في مدينة الفكر والقلم والمعرفة والورق والإبداع.