تغطية: محمد العبادي
إعداد: كديانو عليكو
تضم مزرعة فدك للنخيل التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في كربلاء أكثر من 70 ألف فسيلة من النخيل من أصناف عربية استوردت خصيصا للمزرعة وأخرى عراقية.
وتعد المزرعة من أهم المشاريع الاستثمارية التي أطلقتها العتبة الحسينية وتقع في منطقة سدة الرزازة مقابل الحزام الأخضر الشمالي لمديرية زراعة كربلاء.
كما وتعد مزارع فدك المشروع الزراعي الاضخم والتي تسعى الى زراعة ما يقارب 64 الف نخلة مختلفة الاصناف وتبلغ مساحته حوالي الفي دونم.
ويقول مدير الاعلام والتسويق لمزارع فدك محمد ابو المعالي للمسرى: ان “مزرعة فدك تعتبر من المشاريع الاستراتيجية وتاسست عام 2015 برؤية تقوم على تشجيع قطاع التمور في العراق وتبلغ مساحتها حوالي الفي دونم عراقي وتم استغلال هذه المساحة لزراعة 54 الف نخلة تمر”.
واضاف، ان “عدد اشجار النخيل الان وصل الى اكثر من 30 الف فسيلة ونخلة مزروعة داخل المزرعة وهذه الاعداد في ازدياد وهناك خطة باضافة زراعة اشجار الزيتون بعدد 16 الف شجرة داخل المزرعة، فضلا عن اشجار الرمان والتين والعنب كمصدات للرياح وزراعات بينية داخل المزرعة، مشيرا الى انه تم تسويق تمور مزرعة فدك للسنة الثالثة على التوالي وباضعاف انتاج كميات التمور بتسويق اكثر من طنين في موسم عام 2020 وفي العام 2021 كان الانتاج 80 طنا ويتوقع ان يرتفع الانتاج الحالي الى اكثر من 180 طنا”.
من جانبه اوضح مسؤول وحدة المشاتل المهندس محمد صاحب للمسرى، انهم “يتابعون سير العمل في مزرعة فدك ككادر هندسي بتنظيم الري والبرنامج السمادي للنخيل وجدول خاص بالعمليات الزراعية”.
وبين، ان “كل عملية تكون في وقت معين من السنة، مثلا عملية اللقاح تكون في الشهر الثاني وبعدها عملية المكافحة وهي مهمة جدا من ناحية ظهور الافات التي تظهر على الشجرة من اجل مكافحتها”.
واكد، ان “عدد المهندسين الموجودين في المزرعة خمسة، وان عملية الري تكون كلها بالتنقيط لانها تقلل من هدر المياه”.
ويعمل العراق على استعادة مرتبة الصدارة في قائمة الدول المصدرة للتمور، فقد احتل المرتبة الأولى عالمياً خلال الفترة من (1975-1979)، إلا أن معدل الإنتاج بدأ بالانخفاض بسبب الحروب وعمليات التجريف والجفاف الذي أصاب عدد كبير من البساتين، فضلاً عن ضعف الدعم الحكومي.
وخلال السنوات الأخيرة أطلقت الحكومة مبادرة زراعية لتحسين واقع التمور من خلال إنشاء عدد من المزارع الخاصة بالتمور في عدد من محافظات العراق، ومن بينها محافظة كربلاء التي شهدت إنشاء العديد من المزارع، من بينها مزرعة فدك للنخيل التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
ويعد العراق من أقدم مواطن زراعة نخلة التمر في العالم، وقد أولى العراقيون القدماء اهتماماً بزراعة النخيل والمحافظة على هذه الشجرة المباركة، إذ انتشرت زراعتها في وادي الرافدين قبل أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وقد أظهرت الحفريات التي عثر عليها في مدينة (أريدو) التاريخية الواقعة في جنوب العراق (حوالي 4000 ق.م) أنها كانت منطقة رئيسة لزراعة نخيل التمر.