المسرى .. خاص
تعتبر محافظة البصرة جنوبي العراق من أوائل المحافظات التي برز فيها التعليم الأكاديمي وكذلك الاهتمام بالعلم والعلماء، فقد تأسست فيها مدارس عثمانية وأجنبية مطلع القرن الماضي، ففي العام 1924 وبجهود مجموعة من التجار والشخصيات وميسوري الحال في المحافظة تم بناء أول مدرسة إعدادية في مركز البصرة ، لتسمى لاحقا باسم “إعدادية العشار” ذات المعمار الشامخ والمتميز، ولاحقا ” الإعدادية المركزية للبنين “.
إرث شامخ
مدير المدرسة حامد محمد أوضح للمسرى أن ” الاعدادية المركزية للبنين تعتبر من المدارس القديمة في البصرة، لذلك كل موظف أو تربوي أو حتى الشخص العادي يتمنى أن يخدم يوما في هذه الإعدادية العتيدة، بإعتبارها إرثا شامخا للمحافظة”، مبينا أنه “فرح كثيرا عندما تم تكليفه بإدارة المدرسة “.
خليط من الطلبة
وأوضح محمد أن “المدرسة تحتفظ من يوم تأسيسها في العام 1925 وإلى اليوم بكل سجلات قيد الطلبة، التي وصل عددها إلى الرقم 122 ، وكذلك سجلات الكوادر التدريسية والموظفين”، منوها إلى أن ” كل شخصيات المحافظة الدارسين في الإعدادية من كُتاب وشعراء وسياسيين وعلماء معروفين على مستوى البلد والوطن العربي مدونون في هذه السجلات، وفيها أيضا طلبة كويتيون ويهود ومسيحيون “.
وما يميز هذا الصرح التعليمي عن غيره بالإضافة إلى قدم بنائه، أن تشييده تم بجهود وأموال شخصيات ووجهاء محافظة البصرة، بقصد تعليم أبنائهم وإكمال دراساتهم الثانوية .
جهود الخيريين
ومن جانبه أشار قادر العبيدي أحد الكوادر التدريسية في الإعدادية للمسرى إلى أنه ” بحسب الوثائق التاريخية، فقد ثبت أن تشييده تم بجهود الخيرين من أبناء المحافظة آنذاك وحتى الأرض التي بنيت عليها تعود لأحد عوائل البصرة”، لافتا إلى أنه ” أصبح وجهة لكل طلاب العلم في المدينة بمختلف طوائفها ومستوياتها المادية والاجتماعية والثقافية، لتصبح في السنوات الأخيرة صرحا وإرثا تاريخيا للبصرة “.
شخصيات معروفة
ووفقا للسجلات والوثائق المحفوظة فإن أبرز من تلقى تعليمه في تلك الإعدادية الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، وحتى البعض من عائلة الصُباح الحاكمة في الكويت، وغيرهم من الشعراء والأدباء والسياسيين الذين كانت لهم بصمة في العراق والعالم العربي .