كان العام الحالي 2023 حافل بالعديد من التحديات الأمنية التي انتهت بإشادة الاتحاد الأوروبي، بتوجه الحكومة نحو مكافحة الفساد و تحسن الوضع الأمني الملحوظ.
التهريب في ديالى
وحظيت بداية 2023 يإعلان هام من عمليات ديالى بالقضاء على عمليات التهريب في المحافظة بنسبة 100%، حيث شكلت هذه العمليات مصدر تحدي كبير في السنوات الماضية للقوات الأمنية سيما وأنه يمثل أخطر ملف يواجه الاقتصاد الوطني داخل المحافظة.
اختطاف و”محتوى هابط “
توالت الاحداث الأمنية بعدها لتصل الى حادثة اختطاف الناشط في شؤون المياه والأهوار جاسم الأسدي قرب العاصمة بغداد ليفرج عنه بعد فترة، ولاتعد الحادثة هذه هي الاولى او الاخيرة من نوعها في المحافظات.
في شباط… شنت وزارة الداخلية ومجلس القضاء الأعلى حملة لملاحقة من اتهمتهم بنشر “محتوى هابط” في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى إثر ذلك صدرت مذكرات قبض وأحكاماً بالحبس بحق عدة أشخاص فيما تلقت اكثر من 96 ألف إخبار عن “المحتويات الهابطة” عبر منصة “بلّغ” التي أطلقتها على موقعها الرسمي، فيما توعدت أي ضابط يثبت علاقته بناشري “المحتوى الهابط والبلوغرات” بإجراءات قانونية.
الحملة نتج عنها إلقاء القبض على عدد كبير من العاملين في مجال نشر المحتوى عبر السوشيل ميديا واصحاب المحال التجارية الذين يعمدون الى نشر بضائعهم بطريقة مثيرة للجدل ايضا.
أحدث أمنية متفرقة
قضية الصيادين احتلت هي الأخرى مساحة من الاحداث على الساحة الأمنية حيث استمرت اعتداءات خفر السواحل الكويتي على الصيادين العراقيين في شط العرب دون حل ناجع.
وبشأن نشاطات الشرطة المجتمعية اكدت انها وحتى منتصف آب هذا العام، “تلقت عبر الخط الساخن اكثر من الف مناشدة، وتمت معالجة تعنيف 754 حالة من النساء، ومعالجة تعنيف 233 حالة من الرجال، ومعالجة تعنيف 55 طفلاً، إضافة إلى إعادة 62 فتاة هاربة، ورصد ومتابعة 22 طفلاً هارباً، فضلاً عن انتشال 22 من كبار السن نتيجة التعنيف، وانتشال 4 أطفال نتيجة التعنيف أيضاً”.
في تموز ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والاوساط الامنية والسياسية، بحادثة اعتداء سيدتين على رجل مرور في منطقة الحارثية ببغداد، فيما اشارت المعلومات الى ان السيدتين لهما صلة بالنائب عن دولة القانون بهاء النوري، وهو ما دفع كتلة دولة القانون لطرد النائب.
بعدها بفترة.. اشتعلت الاحداث في محيط المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك، ما ادى لسقوط 4 ضحايا و16 جريحا جراء مصادمات واطلاق نار بفعل توتر الاحداث بمحيط المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك والذي كان يشغله الحزب الديمقراطي الكردستاني قبل احداث كركوك 2017، حيث دفع الاتفاق السياسي الذي كان يقضي باعادة المقر الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، الى خروج عرب محافطة كركوك باعتصامات امام المقر رفضا لتسليمه، قبل ان تتوتر الاحداث بشكل اكبر.
نشاطات الدفاع وحادث الحمدانية “المأساوي”
مديرية الدفاع المدني، احصت حرائق هذا العام قائلة إن نحو 500 شخص لقوا مصرعهم جراءها وأن المديرية تتجه نحو تطبيق اجراءاتها بشأن البنايات الآيلة للسقوط”، التي يمتلك المواطنين 90% منها.
هذا العام شهد أيضا فاجعة في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة الموصل حيث احترقت قاعة للاعراس توفي بسببها 107 شخص، وأصيب 82 آخرين تلقوا العلاج في مستشفيات الموصل وأربيل وبغداد وخارج العراق ايضا.
ووقع الحريق في تشرين الأول، في فاجعة هزت العراق، في حين كشفت اللجنة التحقيقية بشأن الحريق أن الألعاب النارية كانت السبب وراء الحادث.
التغييرات الأمنية في حكومة السوداني
الساحة الأمنية لم تخلو ايضا من مفاجئات جرت للمرة الأولى بحكومة محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء الحالي والقائد العام للقوات المسلحة، والذي اتجه لتغييرات في بعض المواقع الأمنية.
وبحسب الحكومة فأن التغييرات جاءت بهدف ضخ دماءٍ جديدة وإعطاء الفرصة لقيادات أخرى في إدارة الملف الأمني؛ من أجل رفع كفاءة الأداء للمؤسسات الأمنية، وشملت جهازي المخابرات والأمن الوطني ومستشارية الأمن القومي ومناصب الأمانة التنفيذية لوزارة الدفاع ايضا.
استهداف القوات الأمريكية في العراق
الساحة ايضا شهدت ارتفاع حمى الهجمات العسكرية والتي طالت القوات الامريكية في العراق وسوريا، وحققت رقمها الـ100، بعد شهرين من انطلاقها لأول مرة في 17 من تشرين الأول.
الهجمات بدأت مع بدأ حرب غزة ولم تقف عند وتيرة معينة وتسببت بتوتر التصريحات بين العراق والولايات المتحدة الامريكية. جراء استهداف السفارة الامريكية في بغداد.
ونوه بعدها، المتحدث باسم رئيس الوزراء، باسم العوادي، إن بعض المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد مرتبطون ببعض الأجهزة الأمنية العراقية وأن قوات الأمن ألقت القبض على أشخاص متهمين بتنفيذ الهجوم وتلاحق آخرين.
الاتحاد الأوربي ونشاطات الحكومة
في نهاية العام الحالي، ذكر بيان لهيئة النزاهة أن ممثل الاتحاد الأوروبي، وعلى هامش الدورة العاشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، اشاد بالتوجه الحكومي لمحاربة الفساد وإعطاء الأولويَّة القصوى لذلك، لافتاً إلى الإيعاز للشركات الأوربيَّة بالعمل داخل العراق؛ لوجود ارضيَّة قانونيَّة صالحة للعمل وكذلك مواجهة جادة للفساد، وتحسن الوضع الأمني الملحوظ، فضلاً عن وجود قضاء مهني وشجاع عملنا معه عن كثب داخل العراق وتعاون معنا في تنفيذ برامجنا”.
انتخابات مجالس المحافظات
وختاما لاحداث الساحة الأمنية في العراق لهذا العام، نجحت القوى الأمنية بقياداتها المختلفة بتأمين العرس الانتخابي، دون تسجيل خرق أمني.
واستطاعت القطعات الأمنية وللمرة الأولى أن تنجز جميع متطلبات العملية الانتخابية، ونقل عصا الذاكرة إلى مفوضية الانتخابات، بوقت قياسي وتأدية دورها مع الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين”.

