المسرى .. خاص
طوال سنوات مضت وأهالي أغلب مدن جنوب البلد يعانون من نقص حاد في المياه المستخدمة للشرب وسقي المزروعات، أزمة جفاف حادة وشحة مائية تضرب الاهوارحتى أصبح العيش صعبا جدا على سكانها، ما اضطرهم للهجرة لمحافظات الفرات الاوسط أو هجرة داخلية داخل المحافظة نفسها دون أي تحرك حكومي حتى الان بحسب تعبيرهم.
انحسار المياه
الأكاديمي في جامعة ذي قار والمختص في شؤون البيئة الدكتور عباس المرياني أوضح للمسرى أن “مساحات واسعة من الأهوار والمسطحات المائية انحسرت في وسط وجنوب العراق، وباتت لا تشكل سوى 40% ، وبدوره أفرز آثارا سلبية كبيرة على سكان تلك المناطق، منها هجرة أعداد كبيرة من مربي الجاموس والفلاحين بسبب شح المياه وعدم التفات الحكومة لمعاناتهم”، مبينا أنه “بعد تساقط الامطار الشتوية الاخيرة لانرى أي استثمار جدي لجمع هذه الأمطار وخزنها “.

ملف اتحادي
ومن جانبه أشار معاون محافظ ذي قار فيصل الشريفي للمسرى إلى أن ” معالجة ملف انخفاض المياه وانحساره هو ملف معني بالحكومة الاتحادية وتحديدا بوزارتي الموارد المائية والخارجية، على اعتبار وجود مفاوضات مع دول المنبع للضغط عليها بزيادة الإطلاقات المائية”، مؤكدا أنهم ” في محافظة ذي قار يعانون الشحة المائية كون المحافظة تقع على أذناب البلد، وعليه إزدادت نسبة هجرة الفلاحين ومربي الجاموس بسبب قلة المياه والجفاف،لانها مصدر حياتهم ومعيشتهم”.

عطش الأراضي
وتعاني محافظة ميسان أيضا في هذا الوقت من السنة من أزمة نقص المياه الواصلة إلى نهر” المشّرح” من سدة الكوت، حيث يعاني أهالي وسكنة الأهوار الشرقية المحاذية للناحية من شح المياه وأصبح الجفاف يداهمهم ويخنقهم ويجبرهم على رحلة الهجرة، لأنه كما يقولون “المياه الواصلة إلينا لا تروي عطش الأراضي والمواشي التي نفقت بسبب الجفاف”.
أزمة قديمة
أحد مواطني سكنة الأهوار الشرقية بمحافظة ميسان بين للمسرى أن ” أزمة نقص المياه في المنطقة هذه مستمرة منذ عام 2020 “، منوها إلى أنه ” بسبب انحسار المياه، انخفضت مساحة الأراضي الزراعية ونفقت مواشينا، وليس هناك من مجيب لمعناتنا، ولا نعلم لمن نشتكي والعطش قتلنا “.

رحلة الهجرة
أعوام تمضي ومعاناة أهالي المدن الجنوبية من الجفاف وشح المياه تزداد، دون إيجاد حل جذري لها كما يقولون، فبدون المياه لا توجد زراعة ولا تربية المواشي والجواميس ولا صيد الأسماك، إذن لماذا نبقى هنا ؟ حتى إننا نفتقر للماء الصالحة للشرب، رحيلنا من المنطقة أفضل من بقائنا .

