حيدر خليل..
هناك واقع لا يمكن تجاوزه بعد التغيير عام 2003، والخلاص من نظام ديكتاتوري الى حكومة توافق ومكونات، وهو جديد على العراقيين ولغاية الآن الكثير لا يفهم أسس هذه الحكومة أو النظام بل حتى الكثير من السياسيين لا يفهمون أسس هذا النظام .
يكون لكل مكون ممثلٍ لهم في البرلمان العراقي والحكومة العراقية، وهو ليس نظاما سيئا، نعم، في العراق أُسيء استخدامه وتم استغلاله والالتفات حوله بطرق غير قانونية وغير ديمقراطية .
وبما أن لكل مكون ممثل له في البرلمان بقي كورد بغداد من غير تمثيل ويتم تضييع اصواتهم في كل انتخابات، منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا، والسبب هو عدم وجود رؤية لكورد بغداد في تحديد من يمثلهم وهذا نتيجة استغلالهم من قبل الاحزاب الدينية حيث عملوا بكل جد عن فصل كورد بغداد عن قوميتهم بأن الفيليين هم قومية لوحدهاوان الانتماء المذهبي أهم من الانتماء القومي، وفعلا استطاعوا صناعة شخصيات كوردية في بغداد ومنحهم مناصب هم وعوائلهم لتشتيت أصوات كورد بغداد، وبالفعل نجحوا في ذلك كثيرا .
وكما المثل العراقي ( بعد خراب البصرة) الآن بدأ الوعي شيئا فشيئا يعود لكورد بغداد بعد أن فشلت الاحزاب الدينية في تقديم ابسط مقومات الحياة للمواطنين وعدم انصاف كورد بغداد بل تمييعهم وتشتيت اصواتهم .
لذلك من الصعب جداً الآن الاجماع على رأي واحد في ظل انقسام كورد بغداد تقريباً على ثمانية أقسام رغم عددهم القليل بين الاحزاب الكوردية والدينية ومنظمات واحزاب كوردية فيلية أخرى ومنهم من لم يهتم أساسا بالسياسة والانتخابات، خصوصا بعد تشتيتهم .
نسمع بين فينة وأخرى أن عدد الكورد في بغداد يتجاوز (500)، الف نسمة بل البعض يذهب بعيداً ويقول مليون كوردي في بغداد، لكن في الانتخابات لا نجد إلا بضعة آلاف صوت لا تتجاوز (50) الف صوت في أفضل الحالات .
مثلا في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، حيث بلغ عدد المصوتين الكورد في بغداد للمرشحين الكورد الموزعين على جميع الاحزاب الكوردية والدينية وكوتا الكورد الفيليين حوالي (25)، الف صوت فقط، وعدد المصوتين على مقعد كوتا الكورد الفيليين حوالي (15) الف صوت فقط، والبقية توزعت على القوائم الأخرى .
ولو أراد كورد بغداد جميعهم دعم مرشح واحد فقط في بغداد من دون الكوتا لا اعتقد أننا بهذه الأصوات نصل للعتبة الانتخابية، لكن السؤال الأهم هل سيجتمع كل كورد بغداد ويتفقون على مرشح واحد!؟، خصوصا ان الكثير من كورد بغداد ينتمون لاحزاب وتيارات سياسية ولديهم التزام أخلاقي وسياسي مع احزابهم .
في الانتخابات البرلمانية المقبلة الى الآن لا يوجد مقعد كوتا الكورد الفيليين كما في مجالس المحافظات، وهذا يصعب كثيرا الدخول بقائمة مستقلة من دون تحالف واتفاق سياسي مع الاحزاب الكبيرة، وهذا لا يمكن أن يحصل من دون الاحزاب، لا افراد وعشائر ومنظمات لأن تلك الاحزاب سيبتلعون الأصوات بسهولة كبيرة .
نحتاج الى تجمع عشائري وسياسي وناشطين الكورد في بغداد لبحث المسألة بجدية في حال ان كنا جديين فعلاً ان يكون لنا ممثلاً في البرلمان العراقي.