المسرى
لا تزال مدينة الموصل القديمة شمالي العراق في حالة خراب، رغم مرور سبع سنوات على استعادتها من تنظيم داعش الإرهابي في عملية عسكرية ضارية تسببت في تدمير معظم مناطق المدينة، حيث تعرضت آلاف المنازل للدمار الجزئي أو الكامل جراء الغارات الجوية والهجوم البري، وكانت مدينة الموصل القديمة المنطقة الأكثر كثافة من حيث عدد السكان في محافظة نينوى بأكملها.
معاناة المواطنين
ويعيش الكثير من سكان المدينة المدمرة في منازل مستأجرة، وقال يوسف غانم من سكان البلدة القديمة بالموصل إن ” المفاجاة في الموضوع أنه رغم فقدانك لبيتك ومنح التضحياة والشهداء، ترى أن الجهات المعنية لا يسمحون لك بالعودة إلى منطقتك، ويقولون لك ” ممنوع “، مبينا انهم ” يريدون إعادة إعمار منازلهم المدمرة، ولكن بالمقابل يخبروك بأمور لا تخطرعلى بال أحد، رغم مرور سبع سنوات على عملية تحرير المدينة من داعش الإرهابي، ولا يراعون حالنا بأننا نعيش في بيوت مستأجرة، ولا حتى استلمنا تعويضات مادية جراء ما لحق بنا “.

وأعرب غانم عن امتعاضه لقيام الجهات الحكومية بالاتفاق مع شركات استثمارية خاصة بإعادة تاهيل بيوتهم المدمرة، دون الرجوع إليهم وأخذ الموافقات منهم، لأنهم هم أصحاب الدور والأرض والمال “.
بيوت مستاجرة
وبدوره أشار أحد سكان البلدة القديمة بالموصل من المكون المسيحي إلى انه “رغم مرور أكثر من 7 سنوات على التحرير ولم يحدث أي جديد على حالنا، بيوتنا لا تزال مدمرة، ولا نعلم ماذا تريد الحكومة منا؟، هل يريدون من أن نهاجر ونترك البلد أم نبقى ؟ إذا أرادوا منا البقاء في بلدنا فعليهم بإعادة تأهيل وإعمار بيوتنا وقرانا”، موضحا أنه ” يعيش في بيت مستأجر من قبل الكنيسة “، داعيا الجهات المعنية بالسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم وإعمار دورهم بأنفسهم، كون هذا المنزل المدمر يعتبر بيت آبائه وأجداده .

صلاحيات محدودة
ومن جانبه أوضح مسؤول شؤون إعادة الإعمار في محافظة نينوى عبد الوهاب سلطان أن إعادة إعمار الدور المهدمة ليس من واجب وصلاحيات المحافظة، إنما دور المحافظة ينحصر في اللجنة التي تقوم بتسجيل أسماء المشمولين بالتعويضات الحكومية، علما ان لجنة المحافظة تعتبر فرعية تابعة للجنة مركزية مرتبطة بمجلس الوزراء”، مؤكدا أنه ” ليس من صلاحية المحافظة إعادة تاهيل أو ترميم أي بناية سكنية للمواطنين “.

مشاريع قيد الإنجاز
وبخصوص تأهيل الواجهة النهرية لمدينة الموصل القديمة، أشار مسؤول شؤون إعادة الإعمار في محافظة نينوى عبد الوهاب سلطان إلى أنهم ” يعملون على تاهيل تلك الواجهة النهرية التي تدمرات جراء الحرب”، مبينا أن ” الكلفة المخصصة للمشروع كان 67 مليار دينار، ولكن بعد إحالته إلى الجهات الاستشارية ورسم التصميمات الخاصة بها، تبين أن إعادة تأهيل المشروع يحتاج إلى 87 مليار دينار، وبالتالي تمت مفاتحة وزارة التخطيط لاستحصال الموافقات بشأنة وزيادة كلفته، ومن ثم التنفيذ”.
ساحة قتال
وكانت مدينة الموصل القديمة التاريخية آخر منطقة تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي عام 2017، حيث تحولت المدينة إلى ساحة قتال عنيف بين قوات الأمن العراقية المدعومة من التحالف الدولي ومسلحي داعش الإرهابي، وعلى إثرها نزح أكثر من 300 ألف من سكان المدينة في أعقاب المعركة.

