محلل سياسي: هناك محاولات لتفتيت البيت السني

علي البيدر:

أكد الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر تأثير تأخر إنتخاب رئيس جديد لمجلس النواب على تشريع القوانين المهمة.

وقال البيدر خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن هناك أزمة ثقة بين الكتل السياسية على مستوى المكون السني، وحتى بشكل جمعي، مشيرا إلى أن هذه الأزمة نتيجة العديد من التحولات السياسية في المشهد ومنها التحركات التي أنتجتها انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخرا.

وأشار البيدر إلى أن الكثير من التيارات السياسية تقود حربا ضروسا داخل البيت السني تحاول من خلالها الحصول على موقع رئاسة مجلس النواب، والذي بات بمثابة موقع يمثل الزعامة ومن يتربع عليه قد يكون الممثل الأول والاخير للمكون السني، وهذا ما يدعو الكتل النيابية إلى إستنزاف ما تمتلك من إمكانات للظفر بهذا المنصب.

ويرى البيدر ان ممثلي المكون السني لا يستشعرون خطورة الوضع، وما يجري في ظل وجود أطراف سياسية تحاول إفراغ منصب رئيس البرلمان من محتواه، والعودة لمفهوم مجلس رئاسة البرلمان وهو ما قد يجعل السنة خارج حسابات التوافق السياسية وتفتيت البيت السني والقضية السنية، لافتا إلى غياب مضلة تجمع السنة كما حال الكرد والشيعة وبقية المكونات، موضحا أن جميع القوى السياسية السنية تذهب إلى تحقيق مصلحتها وتسعى لتكون طرفا في المعادلة وفق رغبات شخصية وحزبية ضيقة، وهو ما قد يخلق شرخا بين المواطن السني وممثليه السياسيين، أو قد يجعل الموقف السياسي السني أكثر ضعفا وتمييع القضايا السنية المصيرية.

علي البيدر: البيت السني يشهد حربا ضروسا

وأشار البيدر إلى أن للمكون السني مطالب منذ 2015، وهي إعاد النازحين، وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة، وتحرير المدن وإعمارها، وملف السجناء، والمغيبين والمختفين قسريا، مشيرا إلى أنه لم يتم تحقيق أي مطلب من هذه حتى اللحظة ولازالت القوى السنية تتحدث عنها وكأنها وليدة اللحظة، داعيا الساسة والقيادات السنية التي فشلت في تحقيق هذه المطالب إلى مغادرة المشهد والإعتراف بالعجز عن تحقيق مطالب المواطنين.

علي البيدر: جلسة انتخاب رئيس البرلمان لن تعقد قريبا

ولفت البيدر إلى أن تنفيذ بعض مطالب السنة يصطدم بخيارات سياسية معينة، لكن لو كان الموقف السني موحدا ويمتلكون إرادة صلبة لكانت هناك معالجة حقيقية، معربا عن إعتقاده أن ما يضعه ممثلو السنة أمام الأطراف السياسية الأخرى في حواراتهم مجرد إستهلاك إعلامي وشعبي وسياسي ووسيلة ضغط على تلك القوى.

وفيما يتعلق بحسم منصب رئيس مجلس النواب، شدد البيدر على أنه من الصعوبة ذهاب القوى السنية بمرشح واحد لانتخاب رئيس جديد للمجلس خلفا للرئيس السابق محمد الحلبوسي، مشيرا إلى أن هناك أزمة مركبة تضمن عدة ازمات داخل المكون السني وقواه السياسية، وهذا يمنع القوى السنية بالخروج بمرشح واحد للمنصب في هذا المرحلة على أقل تقدير.

علي البيدر: القوى السياسية لا تهتم بالمواطن ومطالبه

وإستبعد البيدر عقد مجلس النواب جلسة للجولة الثانية لانتخاب رئيس له خلال الاسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن الجلسة لن تعقد دون توافق سني، فضلا عن أن حوارات تشكيل مجالس المحافظات ستنطلق بين القوى السياسية وقد يصار إلى أن يكون الاتفاق في إطار حزمة واحدة بين مختلف القوى السياسية، وهو ما يعني بقاء البرلمان دون رئيس له لفترة أطول، مشيرا إلى انه من غير المستبعد ان تصل القوى السياسية في اللحظات الأخيرة إلى إتفاق في سهرة سياسية، حسب تعبيره.