الكاتب..كمال جاسم العزاوي
بالرغم من أهمية الدراسات المختصة بعمليات استخراج النفط في العراق والنظريات التي أعطت أرقاماً افتراضية لنفاد الثروة النفطية الا أن هناك متغيرات مستقبلية باتجاهات اخرى تنبيء بانخفاض الطلب العالمي على مادة النفط وهبوط أسعاره الى الحضيض وسنتناول تفاصيل هذا الموضوع وتداعياته المستقبلية البالغة الأهمية على الساحة المحلية والاقليمية بعد التطور الحاصل في تقنيات استخراج النفط في العالم وتغيير الفرضيات التي تتحدث عن نضوب النفط وأعمار الاحتياطيات العالمية فسيكون هناك انقلاباً في التعاملات التجارية بين دول العالم وانعكاسات جذرية على السياسات الدولية والتكتلات الاقتصادية التي يحكمها النفط كمادة استراتيجية فاذا نفد هذا المنتج أو رخص ثمنه فالأمر سيان لأنه بنتيجة هذه التعديلات ستتغير خارطة الثراء على مساحة الكرة الأرضية وستتأثر اقتصاديات الدول التي تعتمد كلياً على تصدير النفط غير أن ما يهمنا في هذا الأمر هو ما سيؤول اليه الوضع في بلدناالعراق الذي يعتمد الاقتصاد الريعي في الانفاق منذ 2003 الى اليوم.
ليس بالنفط وحده
على مساحة البلاد هناك من الثروات الطبيعية الكامنة المتنوعة ما يجعل النفط في المرتبةالثانية ان احسن استغلالها على الوجه الصحيح فالكبريت والفوسفات والزئبق وخامات الحديد في شمال البلاد والكثير من الثروات المهملة قد تشكل معيناً ورافداً مهماً من روافد الاقتصاد اذا ما تم التفكير الجدي باستغلالها واستثمار عائداتها في دعم اقتصاد البلد وتنويع موارده.
بدائل استراتيجية
الزراعة ثروة استراتيجية ليس لها حدود نفاد وانقطاع كما انها لاتتأثر سلبياً بالازمات العالمية كما هو حال النفط والعراق زراعي بامتياز بما امتلك من مقومات الزراعة من رقعة خصبة واسعة تركزت في سهوله ومياه وفيرة من انهار وروافد ومن طاقات بشرية كبيرة الا أن اكتشاف مكامن النفط على أرضه قلل من أهميته ومكانته الزراعية ولكن لو توفرت الارادة الوطنية المخلصة والاصرار فستعيد له مكانته الزراعية وستكون موارد النفط رافداً مساعداً للاقتصاد وليس الرافد الوحيد.
تخطيط سليم
ان استقرار الوضع السياسي لأي بلد كفيل بخلق نشاط اقتصادي مستقر وارساء دعائم متينة لاستمراره وتطوره والتخطيط السليم الذي لا يستثمر الطاقات والامكانات الطبيعية فحسب بل ويبدأ بالانسان وعقله المبدع المنتج أولاً فيسخر الموارد الطبيعية والطاقات البشرية في بناء نظام اقتصادي راسخ لا يتأثر سلباً بالأزمات العالمية أو المتغيرات الاقتصادية العالمية بل على العكس فقد تكون تلك المطبات مصدر قوة له وتعزيز لقدراته وتفوقه على اقتصاديات العالم وأخيراً يمكننا القول أنه لو صدقت التنبؤات والدراسات العلمية حول نضوب الثروة النفطية وجفاف آبارها خلال العقود القادمة فسيكون هناك توجه وتفكير جدي بالبدائل الطبيعية والطاقات الكامنة على أرضه وليس هناك قلق أو تخوف من هذه المتغيرات الحتمية بل هناك برامج عمل وتفاؤل بمستقبل أفضل وأكثر اشراقاً وانعطافات كبيرة ستقودها الأجيال القادمة بكل ثقة وثبات.
نقلا عن صحيفة الزمان