المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
يمتلك العراق مميزات وخصائص كثيرة تجعله يخرج من طبيعة النظام الاقتصادي الريعي المعتمد على النفط في إيراداته وتنويعها، منعا لحدوث أزمة اقتصادية قد تواجهه مستقبلا يؤثر على الاستثمار والتوزيع والاستقرار وتقديم الخدمات بسبب تذبذب أسعار النفط أو انخفاضها إلى ما دون المثبت في الموازنة .
عنصر أساسي
الباحث في الشأن الاقتصادي حيدر الشيخ اوضح للمسرى أن ” النفط يعتبر عنصرا أساسيا في تامين موارد الدول ، وخصوصا في العراق الذي يشكل النفط 93 % من إيرادته التي تبنى عليها الموازنة العامة للبلاد “، مبينا أنه ” في العام 2020 واجه العراق مشكلة كبيرة عندما انخفض سعر برميل النفط آنذاك إلى أقل من 40 دولارا، وسبب له أزمة اقتصادية في كيفية دفع رواتب الموظفين وتنفيذ المشاريع وكذلك في حركة السوق، ما حدا بالحكومة إلى خطة الإقتراض لتعزيز شيء من اقتصاده وخصوصا لدفع رواتب موظفيه وتمشية أمور الدولة، وعليه يجب أن تتجه الدولة لإيجاد بدائل عن النفط لأنه إذا انخفض سعر برميل النفط اليوم إلى مادون الـ60 دولارا فبدون شك ستدخل الدولة في أزمة مالية جديدة وسيتكرر سيناريو 2020 “.
تعزيز الإيرادات
وأضاف أنه ” كمختص في الشؤون الاقتصادية قام بتأليف كتاب يعرض فيه مجموعة من الحلول لكيفية تعزيز الإيرادات غير النفطية وتقليل الاعتماد على النفط، وبالتالي إذا تم الاعتماد عليها بالشكل الصحيح من قبل المعنيين في الحكومة سينعش اقتصاد البلد ويقلل من تأثير انخفاض أسعار النفط إن حدثت مستقبلا ” .
اقتصاد ريعي
ومن جانبه أشار المحلل السياسي جواد كاظم للمسرى إلى أن ” البلد اقتصاده ريعي واعتماده الكلي على النفط فقط ، دون الواردات غير النفطية الاخرى، لذلك الموازنة عندما تكتب يحدد فيها رقم معين لسعر برميل النفط الواحد، وأي صعود أو هبوط يحدث خللا وإرباكا فيها “، لافتا إلى أن ” الدولار الذي يدخل البلد من بيع النفط يخرج مرة اخرى إلى الخارج بحجة الاستيراد، وبالتالي أي تذبذب في أسعار النفط تتحمل تداعياته الحكومة والمواطن أيضا من خلال سعر الصرف وعدم استقرار الأسواق “، داعيا المعنيين في الحكومة إلى العمل على تنويع مصادر إيرادات الدولة وليس الاعتماد فقط على النفط كالسياحة والزراعة والصناعة وغيرها .
رهن بالتطورات
وبدوره قال المحلل السياسي هشام البيضاني للمسرى إن ” أسعار النفط رهن بالتطورات السياسية والأمنية التي تحدث بالمنطقة والعالم ، حيث شاهدنا ما حصل من تطورات في مضيف باب المندب والتي من ورائها كبرى الشركات العالمية امتنعت عن التنقل من هذا الطريق، وانعكس ذلك سلبا على بعض دول العالم ولكن انعكس ايجابا على العراق ، لأنه أدى إلى ارتفاع أسعار النفط “، منوها إلى أنه ” بالمجمل هذه الأمور تحتاج إلى رؤية اقتصادية وخطط مدروسة لاستغلال هذه الأمور، لانه كما نعلم أن اقتصاد بلدنا ريعي يعتمد على النفط بشكل أساسي “.
استغلال القطاعات
ولفت البيضاني إلى أنه ” يجب استغلال القطاع الزراعي وكذلك الصناعي ( الصناعات التحويلية والغذائية ) لتنويع مصادر إيرادات الدولة، تفاديا لحدوث أزمة مالية من جراء تذبذب أسعار النفط ” .
سمات مؤهلة
وبحسب الخبراء والمختصين في الشأن الاقتصادي فإن العراق رغم كونه في طليعة الدول النفطية في العالم من حيث الاحتياط والتصدير والموارد والتنوع المادي والبشري، ولكن في نفس الوقت يمتلك كل السمات التي تساعده في التحول من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد انتاجي