تتعرض أكبر مقبرة للمسيحين في العراق والمنطقة، والتي تدعى “أم خشم” في مدينة النجف، الى النبش والسرقة المستمرين، بسبب احتواء المقبرة على مقتنيات ثمينة، يعلم بها أهالي المنطقة.
وتعتبر مقبرة “أم خشم” من المقابر المسيحية الكبرى الموجودة في منقطة الحيرة في جنوب محافظة النجف، ضمن مملكة الحيرة قديماً، تبلغ مساحتها 1415 دونماً، ويتجاوز عمرها الزمني 1800 سنة، وفقاً لمنسق عام اللجنة الشعبية لحماية الآثار والتراث في العراق، عقيل غالب الفتلاوي.
وتعد مقبرة أم خشم بمثابة شهادة على تراث الأمة الغني والمتنوع كما، وتعتبر المقبرة القديمة في منطقة الحيرة، التي تم اكتشافها عام 1986، أكبر وأقدم المقابر المسيحية خارج الفاتيكان.
وبحسب السلطات العراقية، يزيد عمر المقبرة التي تمتد على مساحة أكثر من 1415 دونما، على 1800 عام.
وقال عقيل غالب، مسؤول دائرة الآثار والتراث العراقية، إن المقبرة موقع مقدس دفن فيه المسيحيون موتاهم منذ زمن طويل.
وأضاف غالب، انه على الرغم من قيمتها التاريخية، فقد تعرضت أم خشم للنبش والتخريب والسرقة، ويعود السبب في ذلك إلى الإهمال وعدم كفاية التأمين من جانب السلطات العراقية.
واستهدف اللصوص المقبرة، ونبشوا القبور لسرقة القطع الأثرية الثمينة المدفونة مع المتوفين.
وتشمل هذه القطع كنوزا تحفا يعود تاريخها إلى قرون مضت، إلى جانب الأغراض الشخصية مثل الصلبان أو الزجاجات التي تحتوي على العطور والزيت المقدس.
كان يعتقد البعض أن مثل هذه الأشياء ستفيد المتوفى في الحياة الآخرة.
وتتنوع قبور المقبرة في بنائها من المغطاة بالجرار الفخارية إلى التوابيت الفخارية، وتوفر نافذة على ممارسات الدفن ومعتقدات المجتمعات المسيحية القديمة في العراق.
لكن الإهمال المستمر من جانب الحكومات العراقية المتعاقبة لم يعرض هذا الموقع التراثي للخطر فحسب، بل أغفل أيضا إمكاناته كمورد اقتصادي وتعليمي مهم.