بدل رفو .. غراتس / النمسا
من بقايا خريف العمر
من أُمنيات لم تشهد ميلادها..
من سياط اوجاع الغربة..
يُنهَشُ العُمر وتَتَفتَت ألوانه ،
أبقى أُفتش..
في شرايين الدنيا وغاباتها..
في الدروب الطويلة..
ونهاراتي مليئة بالأثقال ،
اُسائلها عن مملكة أحزاني..
عن سيدة التراب..
يُغافلني العمر بدروبٍ قاهرة..
كي يرتجف بدني ما بين العواصف والظلام..
وذكرياتٍ تكاد تخنقني،
فلم يعد في العمر موعدٌ للإياب..
لمدائن الطفولة..
لأولى قصائد العشق في ازمنة
الحصارات والحروب..
فأنت من تلهث وراء مزارات الدنيا لمرافئ العصور..
نقشت قصائدك ولَملَمتَ أوجاعك
لتورق منهم حرية في قلب الدنيا،
سهاماً في خاصرة خفافيش الشعر
بفارغ صبر..
في عُمق صرخات يوم جديد..
وقتها..
سيرهف السمع شعراء الحرية
الراقدون تحت تراب الحروف ،
.. رغم نباح كلاب السلاطين
في كل بلاد حائرة بصوت ديكتاتور
يُغتالُ صوت أبجدية الحرية!!
*** ***
.. أحيانا
تلاحقنا في دروب المنافي لعنات
مِن مَن لم يختاروا الطريق..
ظلت اوتارهم مكسورة على قارعة الطرق المنسية،
لا تردد أغنية بحث عن صباحات وطن
عن سر خلود جلجامش..
امتطوا ظهران حميرهم..
قبلوا قلب كرسيٍ مزيف..
وأنت أيها الشاعر..
بقيتَ ماشياً وتصلي للقبلة والهدف..
تُهددْ أوجاعك على بوابات المدن العتيقة..
تَشقى من أجل عطر الحرية
في أوطان الدفء والانعتاق
ورائحة التراب والمطر والنعناع!!
*** ***
الموصل ..
مدينة الطفولة
كانت جحافل الاوجاع كالامواج تصارعني
في ظلمة ليلٍ لايطاق ،
انها الحرب ومخيلتي مليئة بمناظر الموت.. ومسامعي
بأصوات الرصاص.
رمقت الماضي وبلعت ريقي..
وها انا اليوم الطائر في سموات الشعر،
والخبز الاسمر والقهوة الايطالية
في جزيرة (بورانو)*
لكن ذكريات الطفولة والموصل تلاحقني
كلما وضعت رأسي على وسادتي.
الموصل ..مدينة الخير والفقراء والنقاء
لم تُدفن فيها الحياة والانسانية
مدينة زخات المطر ،
وعلى أبوابها سكاكر (عبدالبرجس)**
درب العبور للقادمين لأحضان مدينة الحلم
والعمر والانبياء!!
بورانو…جزيرة تقع في البحر المتوسط في ايطاليا بالقرب من البندقية ومشهورة ببيوتها الملونة واشبه بمتحف كبير.
عبدالبرجس..رجل بوهيمي عاش في منطقة باب سنجار وكان يوزع السكاكر على المارة وقد تم ذكره ضمن ارشيف اعمال الادباء والشعراء في مدينة الموصل.