الكاتب سناء النقاش
مع موجة البرد الاخيرة وانا في الطريق الى البيت حيث الدفء تذكرت ماكتبه الزميل الصحفي الشاعر حسن عبد الحميد وهو يقول:
البرد قارس..
رغم ان الشتاء
يجوب الطرقات
بلا معطف ..
او قفاز..
فقررت الكتابة لكم عن ديوانه ( حين تنكر الموج لضحكات القوارب)
هذا الديوان صدر عن دار ابعاد للطباعة والنشر – لبنان- بيروت
ويقع في 174 صفحة من القطع المتوسط وفوجئت بان الشاعر يهدي ديوانه الى نفسه (الى حسن عبد الحميد..بعد عناد ..وطول عناء..).
وقرات المقدمة فكانت من المقدمات الجميلة الحميمة الرائعة المنمقة بانفاس الاستاذ عبد الحسين شعبان الذي عد الكتاب رسالة وفاء وحب لمدينة بيروت المدينة العصية التي ستنهض بعد تفجير المرفا فيها مثل طائر الفينيق.
ماشدني الى هذه المجموعة الشعرية انها ضمت 64 قصيدة ..قصائد لها رائحة مميزة ونسيم طافح بالرومانسية ..فكل قصيدة لها لغتها المتوهجة مثل موجات البحر التي جذبت انتباه الشاعر وشدته اليها في اكثر من مكان ..قصائد حسن عبد الحميد حب طافح. بموسيقى نابعة من الروح واحساس عالي من شغاف قلب الشاعر المتدفق باحساس القرب والبعد والتاؤيل والسحر ..ففي قصيدة سيدة البياض يقول:
ومن رفرفات …اجنحة الرسائل
حلقت مدن ..ومٱذن ..وجنة وذكريات
اما في قصيدته التي اهداها الى الشاعر جواد الحطاب يقول:
كان اقصر من اغنية فجر
وانقى …من وقع خطى
ليل
وقصائد اخرى الى بغداد وبيروت وحبهما الذي ملأ قلبه..فهو ابن بغداد ودرابينها ومشاتلها المزينة بالورود ويرتبط بعلاقة حب انيق معطر بشذى يملأ القلوب.. فهو غائص في تلابيب المدينة العصية باحثا عن الجمال وحقول اللؤلؤ والمرجان.
لن اطيل على القراء ولكني اقول ان هذا الكتاب اعيد طبعه لثلاث مرات بطبعات انيقة مزينة بشهادات قيلت بالشاعر حسن عبد الحميد كان ابرزها ماكتبه عنه الشاعر امين جياد وامجد توفيق ود.جاسم خلف الياس ود.سعد الحسني ورندة ابو حسن وعلى راسهم الكاتب العراقي الكبير حسن العلوي الذي كتب « حسن عبد الحميد كاتب يمتص حبره من مسامات الجلد..لكنه حبر بشري يعرف صاحبه ويثق به ..فيستجيب طائعا ليسيل قلمه مسيل الزوارق في عصريات دجلة..لايكتب لحظة الغضب..لا يكتب لحظة الرضا..فهذه لحظات شاعر..اما الكاتب فيستمد من روحه من عقله
هذا وكل كتاب وانتم بخير