ارتفاع أسعار البضائع بالتزامن مع أيام شهر رمضان الفضيل، يسبب تذمراً في الشارع العراقي، المواطن يعترض والتاجر لا يستجيب والحكومة تقدم حلولاً آنية، هذا ما أشارت إليه الناشطة المدنية زينب اللهيبي، خلال مشاركتها في برنامج “قضاياها” الذي يعرض على شاشة قناة المسرى.
اللهيبي: أسباب ارتفاع الأسعار عديدة والحلول شبه معدومة
في إطار الحديث، قالت اللهيبي، إن عادةً ما ترتفع الأسعار خلال شهر رمضان ارتفاعاً ملحوظاً في كافة المحافظات العراقية، ويتحمل تبعاته المواطن البسيط، من ذوي الدخل المحدود، وتتعدد الأسباب ما بين إلقاء اللوم على التجار تارة و لوم الحكومة تارة أخرى بسبب الضريبة وأجور النقل، من دون إيجاد حلول لتلك الأزمة.
وأشارت اللهيبي، الى انه على الرغم من تذمر المواطنين، وعدم تحملهم لهذه الاعباء الإضافية، إلا انه لا يوجد دور فعال وحقيقي للحكومة، فقد اعلنت كل من وزارة التجارة ووزارة الداخلية، بأنه سوف يكون هنالك رقابة على الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية من خلال اللجان التفتيشية، وتعزيز الجهود في هذا الإتجاه، لكن حتى الأن لم نلاحظ جدوى من ذلك، فالاسعار لا زالت مرتفعة، على الرغم من ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار.
اللهيبي: الحلول الحكومية غائبة عن دعم القطاعين الصناعي والزراعي
وأكدت اللهيبي، على الأثر السلبي الذي خلفه إغلاق أكثر من 50 ألف مصنعاً في العراق منذ العام 2003، وغياب الدعم للقطاع الصناعي، فضلاً عن غياب الدعم للقطاع الزراعي، مما سبب غياب الاستقرار في أسعار المنتجات والمواد الغذائية، وغياب السيطرة على الأسواق المحلية، والاعتماد على الإستيراد بشكل مبالغ.
وأشارت اللهيبي، في حديثها، الى ان تفعيل دعم القطاعين الزراعي والصناعي هي من وظائف الدولة، أما المواطن فهو عادةً ما يكون داعماً للمنتوج المحلي، وهذا ما نلاحظه في الأسواق، لكن لم نجد إلى الآن مساعي حقيقية من الحكومة لدعم هذين القطاعين، وفي المقابل نرى الاسواق تعج بالمنتجات المستوردة، مما يضطر المواطن لشرائه وتلبية إحتاجاته، في حين إذا وجد المنتج المحلي سيعرض بأسعار أقل، يكون ذلك بمثابة دعم للمواطنين.
اللهيبي: النساء أولى ضحايا الفوضى الاقتصادية
وشددت اللهيبي، انه في ظل هذه الظروف الاقتصادية، النساء تواجهن ضعف الأزمات التي يواجهه المجتمع، نظراً لكونها المدبر والمخطط الاول في الشؤون المنزلية، فالنساء يحاولن جاهدات لمواجهة هذه الأزمة بالتوفير في مستلزمات المنزل، وعادةً ما يتزايد عليهن الضغط في هذا الشهر، ما بين توفير الاحتياجات المنزلية والمسائل الاجتماعية.
واشارت اللهيبي، الى جدارة المرأة العراقية، وأمكانية تأقلمها مع التقلبات الاقتصادية، والظروف العصيبة، حيث تجدها في كل مرة انها تتكيف مع الاوضاع وتدمر أمورها وأمور عائلتها بما يتلائم مع الوضع العام.
اللهيبي: الجمعيات التعاونية ضرورة للمساهمة في رفع الثقل على كاهل المواطن
واكدت اللهيبي، ان وجود الجمعيات التعاونية تكون بمثابة دعم للمواطن ذوي الدخل المحدود، وعلى الرغم من تصريح الحكومة العراقية بتوفير مثل هذه الجمعيات في كافة المحافظات العراقية، إلا انه لم يُفعل هذا الجانب، وإن وجد فهو محدود ويكون ضمن إطار الجمعيات الأهلية، فضلاً عن عدم استمرار أداء مثل هذه الجمعيات في المجتمع، ولو كانت للحكومة مساع حقيقية في هذا الإتجاه من تفعيل دور الجمعيات التعاونية سوف تساهم بشكل كبير في إعانة المواطنين.