لطيف نيرويي
بالامكان ان نطلق على العام الحالي عام انعطافة حقيقية وتحول جذري في دبلوماسية الاتحاد الوطني الكوردستاني، نظرا للحراك الدبلوماسي الواسع والمؤثر للاتحاد الوطني على الصعيد العراقي والاقليمي والدولي الذي ترك اثرا كبيرا، وخصوصاً على المستوى الدولي، وقبل ان نتطرق الى اسباب وماهية هذا الحراك الدبلوماسي ينبغي ان نشير الى بعض من تلك التحركات الدبلوماسية.
– في منتصف شهر شباط من العام الحالي شارك رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني تلبية لدعوة رسمية في مؤتمر ميونخ الدولي للامن في المانيا، كرئيس وحيد لاحد الاحزاب الكوردستانية العراقية، واجرى على هامش هذا المؤتمر سلسلة من اللقاءات السياسية مع العديد من القادة والمسؤولين في الشرق الاوسط واوريا وامريكا، وناقش معهم القضايا والتطورات الملحة والمصيرية ذات الاهتمام المشترك، وسلط خلال تلك اللقاءات الرئيس طالباني الضوء على سياسة واستراتيجية الاتحاد الوطني حيال التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، والتي تتمثل بالحفاظ على الامن والاستقرار والنأي بالعراق واقليم كوردستان عن التشنجات في المنطقة، وترسيخ السلم وضمان سيادة العراق واقليم كوردستان.
– وخلال الايام القليلة المنصرمة استُقبل الرئيس بافل طالباني والوفد المرافق له من قبل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافرف في العاصمة الروسية موسكو كرئيس اوحد لحزب كردستاني، وذلك في مراسيم رسمية كرئيس للاتحاد الوطني الكوردستاني، وناقش الجانبان في اجتماع رسمي العديد من القضايا الهامة السياسية والاقتصادية والامنية، واجمع الجانبان على ضرورة ترسيخ الامن والاستقرار والسلام المستدام، والحفاظ على سيادة العراق واقليم كوردستان، وتمتين العلاقات بين اقليم كوردستان والعراق مع روسيا.
في اجتماعاته بموسكو نقل الرئيس بافل طالباني كما في لقاءاته بمؤتمر ميونخ رسالة وسياسة واستراتيجية الاتحاد الوطني للمسؤولين في روسيا، كما لوحظ بان مراسيم الاستقبال وجدول اعمال الاجتماع وبث نتائج اللقاء في وسائل الاعلام الروسية، انها تمثل اهمية لدى الجانب الروسي، كما لو ان هذا اللقاء جرى بين رئيسي دولتين وليس بين مسؤول حزب سياسي وبين وزير خارجية دولة عظمى.
كما تؤشر النقاط المشتركة التي خرج بها الاجتماع وفقا لبيان الخارجية الروسية على نجاح الاجتماع، خصوصاً وان الجانبان اجمعا على العمل لترسيخ الاستقرار والسلام الدائم والحفاظ على سيادة العراق واقليم كوردستان، والنأي بالمنطقة من ان تتحول الى ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الدولية.
نقطة اخرى في تحول دبلوماسية الاتحاد الوطني الكوردستاني تتمثل بان اغلب المسؤولين رفيعي المستوى الذين زارو اقليم كوردستان التقوا بقيادة الاتحاد الوطني في السليمانية او اربيل، واستقبلوا من قبل الرئيس بافل طالباني او رئيس فريق الاتحاد الوطني في حكومة الاقليم نائب رئيس حكومة الاقليم قُباد طالباني، كما كان الحراك الدبلوماسي للاتحاد الوطني في العاصمة بغداد ترك اثرا كبيرا في وسائل الاعلام ولدى النخب السياسية والثقافية، والشارعين الكوردستاني والعراقي على حد سواء.
عوامل قوة الحراك الدبلوماسي للاتحاد الوطني
يحمل الاتحاد الوطني رسالة واضحة واستراتيجية ثابتة، متمسكا بثوابت راسخة اذا ما كان مع روسيا او امريكا او ايران او تركيا او اية دولة عربية كانت ام اوربية، فان سياسته تتمثل بان الاتحاد يحمل رسالة السلام والتسامح والاستقرار، وهو متمسك بضرورة حل المسائل العالقة بين بغداد والاقليم عبر الحوار والتمسك بالدستور والاتفاقات والتوافق السياسي.
– على الصعيد الدولي رغم تعدد محاوره الا ان الاتحاد الوطني يمثل قوة سياسية رصينة ويعتد بسياساته وبرامجه لمعالجة المشاكل التي تواجهها البلاد.
– بعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق والنجاح الكبير الذي حققه الاتحاد الوطني فيها، ينتظر ان يتمكن الاتحاد من الحصول على ثقة الجماهير في انتخابات برلمان كوردستان المرتقبة، وان يسجل نصراَ جديدا، ما يمكنه من الحصول على احدى رئاستي الاقليم او مجلس الوزراء في كوردستان، وهو ما سيتيح للاتحاد فرصة لمعالجة الازمات الداخلية والمشاكل العالقة بين بغداد واربيل، والمشاكل بين اقليم كوردستان ودول الاقليم عبر الحوار لخلق اجواء امنة مستقرة سياسيا واداريا واقتصاديا وامنياً في المنطقة، والعمل على ضمان حياة كريمة للمواطنين.
حيث ترى الدول العظمى والمؤسسات الدولية، ان تحجيم سلطات الاتحاد الوطني في حكومة الاقليم، اسهم في خلق ارضية غير مستقرة للعلاقات بين بغداد واربيل، وهو ما لا يصب في مصلحة المنطقة، حيث ان وجود اتحاد وطني قوي بامكانه انهاء التحديات والمشاكل والازمات الراهنة.
بعد انعقاد المؤتمر العام الخامس للاتحاد الوطني الكوردستاني، تمكن الاتحاد من صياغة برامج واستراتيجيات وخطط جديدة في مختلف المجالات، تمثل احداها توسيع وتمتين العمل الدبلوماسي، لذا فان الدبلوماسيين في العالم يرحبون بسياسة ونضال الاتحاد الوطني على الصعيد الدبلوماسي.