أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور صفوان قصي، أن الوضع المالي للعراق بأفضل حالاته، مقلل من شأن العجز المتوقع في موازنة 2024.
وقال الدكتور صفوان قصي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الوضع المالي للعراق لايزال بأفضل حالاته لغاية الآن، فهناك اكثر من 112 مليار دولار لدى البنك المركزي، وتدفقات النفط مستمرة وسعر البرميل اليوم أعلى مما هو مقرر في موازنة 2023، حيث أقرت بسعر برميل محدد بـ 70 دولار، لكن حاليا سعر برميل النفط عند 90 دولار.
وأوضح قصي أن كل ذلك يعني أن هناك إمكانية بتغطية العجز الافتراضي في الموازنة من داخل الموازنة نفسها، مشددا على أن موازنة 2024 ستكون ضمن رؤية الحكومة الاصلاحية، فهي مسؤولة عن توفير الرواتب والتقاعد والرعاية الاجتماعية والبطاقة التموينية كإنفاق محكومة بقوانين، مؤكدا ان الحكومة لا تزال مسيطرة على كل ذلك.
واشار قصي إلى حاجة العراق للإنفتاح على المنظومة الدولية، مؤكدا التعويل على أن تكون الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة مفتاحا لربط الاقتصاد العراقي بنظيره الامريكي من خلال اتفاقية الاطار الاستراتيجي، لافتا إلى أن المؤشرات العالمية تشير إلى أن أوروبا بحاجة إلى الطاقة من العراق وخاصة الغاز، وهناك محافظات يمكن استثماره لانتاج الغاز كالسليمانية وديالى.
د. صفوان قصي: العراق بحاجة لضمانات تمنح للإستثمار الأجنبي
وعن تأثر الاقتصادي بالأوضاع السياسية في البلد، اوضح قصي ان الحكومة الاتحادية التي يرأسها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحاول تخطي الخلافات الداخلية، حيث لاحظنا توجهها لحل مشكلة رواتب موظفي اقليم كردستان، وحسم انتخاب رئيس للبرلمان، وهي تحولت من حكومة خدمة إلى حكومة إنجاز، والانجاز يجب ان يشارك فيه الجميع، مشددا على أنه كلما تم توزيع الادوار بين مختلف القوى السياسية كلما كانت العلاقة بينها منتظمة أكثر وينعكس ذلك على إدارة الموارد الاقتصادية.
وشدد قصي على ضرورة تطوير العلاقة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن العراق بحاجة إلى ضمانات تمنح للاستثمار الاجنبي وللشركات المتعددة الجنسيات، مشيرا إلى أن الاقتصاد العراقي سيشهد تغيرا فجائيا إذا ما أعطت واشنطن الضوء الاخضر للمستثمرين العالميين للتوجه إلى العراق.
وعن العجز في موازنة 2024 وكيف يمكن تغطيته، قال الدكتور صفوان قصي، إن حجم العجز ليس كما يقال وهو أقل من الرقم المتداول إذا ما إستطاعت الحكومة السيطرة على الايرادات غير النفطية، مشددا على أن أهداف حكومة السوداني متعددة وتحتاج إلى التمويل، ويمكن تغطية هذا العجز إذا ذهب وزارة المالية الاتحادية إلى إستثمار جزء من أملاكها ونقلها لصالح بعض الجهات التي تمتلك صناديق، مشددا على أن عجز الموازنة ليس مرعبا، وسياسة التمويل والتخصيص التي تتحكم بها وزارة المالية ستدير الدفة، لافتا إلى أن إيقاف المشتقات النفطية، وترشيد الاستهلاك في مستوى الوقود، قد تقلل من العجز، إضافة إلى نافذة الاستثمار في وزارة الصناعة والتي يمكنها ان تحرك جزءا من المصانع المتوقفة.
د.صفوان قصي: الحكومة الاتحادية تتطلع إلى علاقة إستراتيجية مع كردستان
وعن العلاقة الاقتصادية بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان بعد حل أزمة الرواتب، قال الدكتور صفوان قصي، إن الحكومة الاتحادية تتطلع إلى علاقة إستراتيجية مع حكومة الاقليم، وإلى الشراكة والسيطرة على المنافذ الحدودية وموارد الاقليم، مشددا على أن إنسيابة التمويل والتخصيص ستساهم بإنعاش الشراكة بين الجانبين، لافتا إلى أن زيارة السوداني للولايات المتحدة قد تنجح بإستئناف تصدير نفط الاقليم وكركوك عبر ميناء جيهان التركي.