لم تكن سوى مظلة بسيطة مصدر رزق لها ولعائلتها ، ماريا فتاة بغدادية في السابع عشر من عمرها.
تتخذ من المطعم المتواضع مكانا لبيع الاكلات الخفيفة إلى طلبة الكليات في باب المعظم وسط العاصمة بغداد، عندما تنهي حصتها المدرسية الأخيرة ثم تتوجه إلى عملها قبل أن تقرر أمانة بغداد إزالة المطعم.
ضيق الحال لم يكن ليسمح لفتاة من أسرة فقيرة أن تفتتح مطعماً خاصاً بها في العاصمة، حتى ولو كان بسيطاً، ومن أجل تحقيق هذا الهدف بحثت ماريا في مختلف السبل الممكنة إلى أن قررت نصب مظلة صغيرة في سوق شعبي في بغداد مكاناً لإعداد الساندويتش والوجبات الخفيفية.
استمرت ماريا على هذا الحال بضعة أشهر لكن أمانة بغداد اعتبرت نصب المظلة مخالفاً للقانون ، وأمرت بإزالتها، فعادت ماريا لتبحث عن سبل جديدة لمواصلة العيش.
وبالرغم من وجود عشرات المطاعم في بغداد تديرها نساء، لكن قصة كفاح ماريا مع الفقر ولذّة الطعام الذي كانت تقدمه للزبائن إضافة الى البشاشة وحسن الاستقبال لذي تلقاهم به جعل منها واحدة من مشاهير العاصمة في وقت قياسي.
وأتت هذه الحادثة بالتزامن مع حملة كبيرة أعلنت عنها الامانة لرفع التجاوزات عن الأملاك العامة وأن سبب الهدم هو أن المطعم يقع على أرض مملوكة للدولة، بالرغم من عدم علمها بذلك”.
الانتكاسة التي حلت بالفتاة جراء هدم المطعم جعلت أصحاب المطاعم المجاورة تتعاون معها ، والعروض الكثيرة التي قدموها لها للعمل في مطاعمهم، خففت من صدمتها وأعانتها على تجاوز الموقف .