المسرى.. فؤاد عبد الله
حدثٌ تاريخي شهده العراق يوم 10 من تشرين الاول 2021، تمثلت بأول انتخابات متعددة الدوائر،بواقع
8273 مركزا، و55 الف محطة،وبمشاركة ومراقبة أكثر من 1800 مراقب دولي ومحلي.
وبحسب تصريحات المفوضية، كان من المفترض مشاركة 20 مليون عراقي في انتخابات 2021
من أصل 23 مليوناً ممن يحق لهم الانتخاب، لكن النسب التي تسربت من منظمات مراقبة الانتخابات تشير إلى أن 20-30 % فقط من هذا العدد قد شاركوا فعلياً وفقاً للمعايير التي وضعتها المفوضية، غير أن النسبة الحقيقية للمشاركة ممن يحق لهم الانتخاب لا تزيد على 19%.
منظمات المراقبة: 20-30 % فقط شاركوا فعلياً في الانتخابات
ومن جهتها أعلنت المفوضية العليا للإنتخابات في العراق ان نسبة المشاركة في الاقتراع لعام 2021 بلغت 41% ، بواقع 9,77,779 مليون ناخب، في حين لو عدنا الى ارقام مفوضية الانتخابات للانتخابات السابقة، نجد ان نسبة المشاركة في انتخابات عام 2018 بلغت 44,52% ،ورأى المراقبون حينها ان تلك النسبة تعد الادنى مقارنة بأنتخابات الاعوام 2005 اذ سجلت حينها نسبة مشاركة 79%، وانتخابات 2010 بلغت 62,4%، وانتخابات2014 وصلت الى 60%، لتعلن المفوضية صراحة أعلى نسبة عزوف عن التصويت منذ أول انتخابات متعددة الأحزاب.
يبدو المشهد الان واضحا امام المواطن العراقي، ان نسب المشاركة تقل تباعا بعد كل سباق انتخابي يخوضه العراق، ياترى ما السبب لهذا العزوف من المشاركة؟
البعض يراه كمؤشر على معاقبة الشعب للطبقة السياسية، بسبب رفضهم الشعبي للنظام السياسي، و الوضع الاقتصادي المتردي وحالة الاحتجاجات المناهضة للطبقة السياسية.
خبراء: التقسيمات الموجودة في قانون الانتخابات غير عادلة
القانون الجديد للانتخابات الذي اعتمد الدوائر المتعددة عدّه الخبراء بعد اقراره من البرلمان بأنه يسبب ظلما لمناطق كثيرة من العراق لان التقسيمات الموجودة فيه غير عادلة ، فيما يتعلق بعدد بعض المناطق، و وايضا الدائرة الأكبر فيها إجحاف ايضا لقيمة المقعد الانتخابي ، فعلى سبيل المثال العدد السكاني وحجم المشاركة قد تصل الأصوات فيها للمقعد الواحد ما يزيد على 20 ألف صوت، وفي دائرة أخرى تضم حجم مناطق أقل قد يصل المقعد إلى عشرة آلاف صوت وفقاً لحجم المشاركة، والمرشح الحاصل على أعلى الأصوات يفوز بالمقعد في دائرته الانتخابية.
وفي انتخابات 2018 مثلا،كان يتم احتساب عدد المقاعد التي تحصل عليها القائمة الانتخابية الواحدة، وسعر المقعد الواحد في البرلمان عن طريق تقسيم عدد المصوتين في المحافظة على عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة ، اي بحدود 10 الاف صوت لكل مقعد نيابي فائز،واذا كان المرشح في قائمته حصل على اكثر من ذلك العدد، مباشرة ينتقل الفائض منه من الاصوات الى باقي المرشحين في قائمته والقريبين للفوز.
مراقبون: عدم مشاركة عراقيي الخارج احد اسباب انخفاض نسبة المشاركة
ورغم الاقبال الضعيف للمشاركة في انتخابات 2021، وانخفاض نسبة المشاركه فيه ،فيجب الاننسى ان العراقيين المقيمين في خارج البلاد لم يتمكنوا من التصويت،بسبب قرار مفوضية الانتخابات بمنع مواطني العراق المقيمين في الخارج من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بحجة منع عمليات التزوير والحفاظ على نزاهة الانتخابات،بالاضافة الى المشاكل الفنية والقانونية والمالية والصحية المتعلقة بفايروس كورونا، في حين الجاليات العراقية متواجدين في 19 دولة وشاركوا في الانتخابات السابقة دون مشاكل.
وختاما لابد من القول ان هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها باعتبارها أول انتخابات تحمل عنوان مبكّرة، وجاءت نتييجة ضغط الشارع والاحتجاجات التي رافقتها منذ تشرين الاول 2019، بالاضافة الى انها اعتمدت الدوائر المفتوحة للمحافظات و الترشيح الفردي، وليس القائمة المغلقة والدائرة الواحدة لكل محافظة.