المسرى .. متابعات
يشهد الحراك الفني والثقافي العراقي وعيا مكثفا لمواجهة مظاهر التخلف وغياب الوعي، فيما يعد (مهرجان بابل) المنتظر المنبر الحر للتصدي لتلك المظاهر الدخيلة على بنية الثقافة العراقية.
ويقرأ الروائي والكاتب الدكتور جمال العتابي هذه الموضوعة بالذات بان انطلاق فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في محافظة بابل بدورته الحادية عشرة بدت في غاية التنظيم وهو يشهد فعاليات متنوعة والعديد من العروض الفنية والثقافية، بمشاركة رواد الثقافة العربية وهذا بدوره يعكس صورة إيجابية عن العراق ويسهم في إعلاء سمعة البلد، وهو عدا هذا وذاك يخلق حراكا فنيا وثقافيا مهما وهو الحراك الذي نحتاجه في العراق في مواجهة ظواهر التخلف وغياب الوعي والتجهيل، هذه الأدوات الاساسية في خلق عملية التغيير.
ويقول العتابي “لكنها من الضروري ان تأتي هذه الأدوات في وقت مناسب وان تتم بحضور قامات ثقافية عربية وعراقية وان يتم اختيارها بدقة ووفق ما متفق عليه من أسس وشروط مهنية تسهم في رصانة المشهد الثقافي، وأن تبتعد عن المحسوبية والمنسوبية والعلاقات الاجتماعية.
ويرى بان غاية المهرجانات الثقافية لن تتحقق ما لم تتخلص من تأثيرات السلطوية، فالغاية من المهرجانات الثقافية والفنية هي التعريف باهميتها والمساهمة في ايصالها إلى الغاية القصوى وهي إعلاء القيم الإنسانية التي لا يعلو بلد ،أي بلد دونها”، ويؤكد الشاعر سلام دواي ” في العراق الذي مر بماض دكتاتوري طويل لطالما جرى خلاله تجيير تلك المهرجانات لخدمة السلطة و الترويج لايدلوجيتها الأمر الذي حول الثقافة والفن إلى مسابقات للتهريج والسطحية”.
ويضيف باننا “مازلنا للأسف ننظم مهرجاناتنا على أسس من تلك الحقب وبعقليات تتبع بعض اساليبها في آلية التنظيم والدعوات مازلنا ننظم مهرجاناتنا بعقلية نقابية ننتدب لها موظفين أدباء وفنانين في حين أن العالم تجاوز هذه الأفكار منذ زمن طويل فهناك أناس من خارج هذه النقابات مختصون بأمور تنظيم هكذا فعاليات والتي يجب أن تقام وفقا لاصحاب الاختصاص وبشكل مستقل يقوم على دراسة عميقة للواقع الثقافي والفني للبلد لإخراج مساحة وافية من ابداعه تغطي مساحة معقولة من القديم إلى الحديث”.
مهرجان بابل تأسس عام 2012 ويحقق في دورته الحادية عشرة بمشاركة عالمية وعربية وعراقية واسعة، للخروج عن المألوف وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه إدارة المهرجان لاسيما ان فعالياته تنوعت بين عروض مسرحية ومعرض للفنون التشكيلية والكتاب وحفلات غنائية وندوات فكرية يرى كثيرون ان فعالياته ارتبطت بترسيخ مفهوم الفعل الثقافي وتمارس دورها في السلام بين الشعوب، فضلا عن السلام في العراق.
ويشير الناقد والصحفي الدكتور نصير جابر الى ان “المهرجانات الثقافية والفنية فرصة عظيمة لأيّ بلد لتقديم ثقافته بأبهى وأجمل وأكمل صورة ، وحين تكون المهرجات مرتبطة بأواصر عميقة مع ماض تاريخي غني وخصب وله امتداد عالمي ، مثل تأريخ بابل القديم كواحدة من مدن العالم الشهيرة، تكون أكثر قدرة وفعالية على ذلك.
ويبين “هنا في هذه الجزئية الدقيقة أي توظيف المهرجان كحدث اشهاري – يمكن أن نركز على جزئية مفصلية وهي عملية إخراج المهرجان وتشكيله بصورة لافتة للنظر واستثمار كل الطاقات المتاحة، ففي حالة مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية هناك المكان الغني الساحر : مسارح- قاعات- أبنية أثرية ، وهناك المحاور الكثيرة التي يمكن أن تستثمر ، الفن – الآثار- التشكيل وغيرها.