برغم نجاح الحكومة النسبي ( وفق مراقبين ) بتنفيذ مشاريع فك الزحامات في العاصمة بغداد والمحافظات التي تشهد الشيء المماثل لها ، بيد أنه في حال عدم معالجة الشوارع المتهالكة، لن تكون الصورة كما تريدها الجهات المعنية.
ويشيد أهالي العاصمة بغداد بالجهود الحكومية، لفك الزحامات من خلال المشاريع المنفذة في أوقات قياسية، طالبوا أمانة بغداد ووزارة الإعمار بالإسراع في تأهيل الشوارع الرئيسة وإكساء المتضرر منها،لافتين الى ان المطبات والحفر أثرت سلباً في نجاح الحملة الوطنية التي أطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وتقول المواطنة نور عبد الرحيم ” يومياً عند ذهابي إلى الدوام تواجهني مشكلة تهالك طريق سريع القناة، اذ تحدث زحامات بسبب المطبات والحفر، سواء في الأنفاق أو في أجزاء من الشارع.” وتضيف ” وجدت جدية كبيرة من رئيس الوزراء في النهوض بالعاصمة، وخطواته بدأت تأتي ثمارها، إلا أنني لم أجد نفس هذه الهمة لدى دوائر كالأمانة او غيرها”.
يشار الى ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان قد أطلق في شهر آذار من العام الماضي 16 مشروعاً، تتعلق باستحداث طرق وجسور، وصفها بأنها حزمة أولى لفك الاختناقات المرورية في بغداد، مؤكداً أهميتها في معالجة المشكلة، باعتبارها الأولى من نوعها في البلاد، إضافة إلى فتح الطرق المغلقة، وإزالة عدد كبير من نقاط التفتيش الأمنية، وفتح شوارع في وسط المدينة، وداخل المنطقة الخضراء، وقد تم افتتاح العديد من هذه المشاريع، كجسر كلية الفنون وجسر ساحة قرطبة، والبدء بعشرات المشاريع الأخرى.
يذكر ان الشارع من المكتبة المركزية في الباب المعظم إلى الجامعة المستنصرية يعاني من تكسرات ومطبات او وقوف سيارات، وهو ما يخلق حالة من الزحام، وهو ما أثر نوعاً ما في نجاح مشروع جسر كلية الفنون الجميلة، داعياً إلى الإسراع في تأهيله.
وأكدت وزارة الاعمار والاسكان والبلديات، ارتفاع وتيرة الاعمال في الحزمة الاولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد، مشيرة إلى أن الحزمة الثانية ستضم 20 مشروعاً بينها الطريق الحلقي الرابع، منوهة في الوقت نفسه، بأن هذه المشاريع سوف تخفف من 70 – 80 بالمئة من الاختناقات والازدحامات المرورية.
اما المواطن مصطفى الدوري، فقد لفت إلى خط سريع الشعلة المقابل لحي الخضراء والرابط بشارع المطار، يعاني من تكسرات ومطبات وحفر، خاصة النفق الموجود هناك، ما يخلق حالة زحام شديدة. مشيرا إلى ان أهالي هذه المناطق رحبوا وأشادوا بمشروع ساحة النسور، الذي يعد ستراتيجياً وسيخفف من الزحامات، مطالباً جميع الدوائر بدعم هذه المشاريع ومعالجة الشوارع المتهالكة لإنجاح حملة النهوض بالعاصمة.
وبرغم صرف المليارات على مشاريع من المفترض ان تغير الواقع المرير الذي تعيشه بغداد، الا ان الكارثة تظهر عقب اي اختبار بسيط تخوضه شوارع وتقاطعات العاصمة، تحديدا بعد موجة الامطار الاخيرة. وما هي إلّا زخات مطر قليلة حتى كشف زيف الخدمات، عمليات إصلاح ترقيعية قامت بها أمانة بغداد، استنزفت من خزينة الدولة مليارات كما يقول مواطنون. ولم تقف تلك الترقيعات عند منطقة واحدة فقط، بل هي واقع حال فرض على جميع المناطق ببغداد، إهمال فوق إهمال تراكم لسنين يظهر بأوّل اختبار. انّ العام المقبل سيشهد اختلافا جذريا عن سابقه، لكن الحال يبقى على ما هو عليه والاسباب واضحة.