المرأة العراقية كانت سند للرجل وأثرها بارز في المشاركة السياسية منذ ثورة العشرين، وقدمت شهيدات نتيجة المظاهرات، هذا ما أشارت إليه وزيرة المرأة السابقة والباحثة في شؤون المرأة، الدكتورة بشرى الزويني، خلال مشاركتها في برنامج قضاياها الذي يعرض على شاشة قناة المسرى.
وأكدت الزويني، ان المرأة العراقية لم يقل دورها عن دور الرجل في صفوف القتال، او المشاركة السياسية، وإن قل العدد، فنجد الى جانب الرجال شخصيات نسوية بارزة تعادل عشرات الرجال في مواقفهن او حتى تضاهي قوة الرجال في مواقفهن، فقد قدمن تضحيات لهذا البلد وكن هن ايضاً ضحيات .
الزويني: المرأة بعد العام 2003 تواجدت لسد الفراغ القانوني في العراق
وفي إطار الحديث، أشارت الزويني الى ان اليوم هنالك تطور ملحوظ في المشاركة النسوية السياسية، مقارنة بالعقود السابقة، وذلك بسبب دخول اصحاب الشهادات العليا الى المعترك، وكل من تكون لديها رغبة في المشاركة السياسية وليس الحزب، كما لاحظنا تطوراً على المستوى الشعبي وذلك من الامور البديهية، لكن لا تزال التحديات كبيرة امام النساء، سواء كانت التحديات سياسية او قانونية او اجتماعية .
الزويني: الكوتا نظام لا بد منه وهو جزء من الالتزامات الدولية على العراق
واكدت الزويني، ان نظام الكوتا مخصص للدول النامية، بمعنى الدول التي لديها تحديات ثقافية في مشاركة المرأة الى جانب الرجل في العملية السياسية، فهو أمر لا بد منه، نظراً لغياب الحلول والبدائل الاخرى، فهنالك دول وانظمة كثيرة اتبعت نظام الكوتا، واقرب مثال الينا هي دولة الكويت، عندما طبقت الكوتا صعدت امرأة واحدة لمجلس الامة الكويتي، وفي المرة القادمة عندما الغيت الكوتا، انعدمت المشاركة النسائية، وقد يعطي ذلك انطباعاً عن المجتمع بأنه غير واعي لدور المرأة، وكذلك في مصر، عندما الغيت الكوتا، الغي التصويت للنساء، وبالتالي اضطرت الدولة للتعديل الدستوري وإعادة الكوتا للنساء في المجلس القومي .
الزويني: وجود المرأة في المجتع المدني والمظاهرات والسلطات الرسمية مؤشر لمستوى الوعي
واشارت الزويني، الى ان الوعي عند المرأة العراقية كان تدرجي، خلال الـ 100 عام من تاريخ العراق الحديث، ويمكن اعتبار زيادة الوعي السياسي هو مؤشر لرفع مستوى الوعي عند النساء، وذلك من خلال مشاركتهن في الحركات السياسية، كالاحزاب والمجتمع المدني والسلطة، وتعد هذه المشاركة مؤشراً على مدى نسبة الوعي لدى المرأة وما اذا كان في حالة التطور ام تراجع.
الزويني: الرأسمالية شكلت تحدياً اقتصادياً امام المرأة العراقية
وفي الحديث عن نوع النظام الاقتصادي المتبع في العراق، وآثاره على المرأة، اشارت الزويني، الى انه وبالرغم من عدم وضوح صورة النظام الاقتصادي في العراق، الا اننا متجهين ومنخرطين في النظام الرأسمالي العالمي، وقد سبب ذلك تحديات جديدة أمام نضال المرأة وكيفية انتقالها الى ذلك العالم، نظراً لأن في النظام الرأسمالي يتوجب العمل على الجميع وبالمقابل فرص السوق متاحة للرجل بشكل اكبر، ويشكل ذلك تحدياً أخر على المرأة مواجهتها لاسيما في القطاع الخاص .