المسرى .. متابعات
يمر العراق بحالة “انفجار سكاني” إثر تسجيل أكثـر من مليون حالة ولادة خلال العام الماضي، يؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ البلاد من “الهاوية” ووضع الستراتيجيات الخاصة بتقنين حالات الانجاب وحل الازمات الداخلية.
ويشهد العراق ارتفاعا كبيرا في نفوسه، حيث تخطت 43 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية لوزارة التخطيط، بعد أن كانت نفوسه 35 مليونا في العام 2015.
ويقول مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، مظهر محمد صالح، في تصريح صحفي ، إن “مشروع خطة التنمية الوطنية للسنوات ٢٠٢٤-٢٠٢٨ والخطط الخمسية القادمة، تضع في اولوياتها، معطيات النمو السكاني في بلادنا والسعي الى تمكين العنصر البشري لبلوغ المستويات المستهدفة في ازدهاره وسعادته”، مضيفا أن “بناء الانسان العراقي وسعادته هي غاية الدولة وجوهر العقد الاجتماعي ( الدستور ) في بلادنا”.
وتواصل معدلات التضخم السكاني في العراق، الارتفاع سنة بعد أخرى على الرغم من تدني الخدمات وتراكم الأزمات الاقتصادية، وسط انعدام الخطط الخاصة بالزيادة السكانية، فضلا عن الافتقار إلى قانون تحديد النسل، والاكتفاء بـ”نصح” النساء وتقنين الإنجاب.
ويلفت صالح النظر الى أن “العراق يعد من بين مجموعة البلدان ذات النمو السكاني المرتفع، اذ يقدر نمو السكان في بلادنا سنوياً بنحو ٢،٦٪، لافتاً الى أن “تلك النسبة ليست مرتفعة جدا، لوجود بلدان اخرى في العالم النامي لديها زيادات سكانية كبيرة.”
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة، تسجيل اكثر من مليون و47 الف ولادة خلال العام الماضي 2023، في زيادة بأكثر من 140 الف ولادة مقارنة بولادات 2022، الأمر الذي ينذر بوصول البلاد لمرحلة “الانفجار السكاني.
ويرى مختصون ضرورة تنظيم العائلة العراقية لنسلها بالحد الذي يمكن السيطرة عليه، وعدم ترك الأمور على مصراعيها ما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها.
وكانت الحكومة العراقية، قد أقرّت في وقت سابق بصعوبة إمكانية إصدار قانون يحدد الإنجاب في ظل زيادات كبيرة في النمو السكاني خلال السنوات الأخيرة، بعد محاولات بذلتها للتثقيف نحو ذلك.
وأعلنت وزارة التخطيط ، إنها وضعت سياسات سكانية بعيدة المدى لتحقيق التوازن بين زيادة السكان والموارد الاقتصادية المتاحة، فيما أشارت إلى أن بناء المدن السكنية في عهد الحكومة الحالية يندرج ضمن هذه السياسات.
ويذكر المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح صحفي ، أن “زيادة أعداد السكان ستكون لها تداعيات إذا لم تواكبها سياسات تستوعبها”.
ويضيف الهنداوي إن “الزيادة السكانية في العراق ما زالت عالية على الرغم من التراجع الذي شهدته نسب النمو السكاني، إذ أننا نتحدث عن نسبة زيادة سنوية تصل إلى 2.5% سنوياً بأكثر من مليون ولادة سنوية ما أوصل عدد سكان إلى أكثر من 43 مليون نسمة”.