تقرير المسرى
لم يكن السادس عشر من أكتوبر تشرين الأول من 2017 يوماً عادياً، فقد كاد يحول كركوك تلك المدينة متعددة المكونات إلى حربِ شوارع وفوضى وخراب، لولا تدخل الاتحاد الوطني الكوردستاني لحقن الدماء.
ونتيجة للاستفتاء الذي أصر عليه رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، والذي كان يشغل منصب رئيس الإقليم آنذك، فقد دخلت القوات الأمنية الاتحادية برفقة الحشد الشعبي مدينة كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، فيما انسحبت قوات البيشمركة لما بعد مناطق الخط الأزرق، وهي المناطق التي لم يدخلها تنظيم داعش.
إصرارٌ خاطئ
عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك هدايت طاهر يقول إنه، نتيجةً للإصرار الخاطئ من قبل رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء فقد حصلت أحداث 16 أكتوبر.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “الاتحاد الوطني ومركز تنظيمات كركوك كان يرفض إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، لكن الديمقراطي الكوردستاني أصر على إقامته وكادت كركوك أن تتحول إلى بحرٍ من الدماء”.
وأضاف أن “الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد ساعات من أحداث 16 أكتوبر، ترك كركوك وتخلى عن أهلها ليواجهوا مصيرهم المجهول، وما قام به الاتحاد الوطني هو الالتزام بوصايا مام جلال بحقن الدماء واحترام التعايش السلمي في المدينة”.
موقفٌ تاريخي
يرى المحلل السياسي أحمد الخضر أن، ما قام به الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك هو موقف تاريخي ستتذكره الأجيال.
لافتاً في حديث لـ (المسرى) أن “الاتحاد الوطني أنقذ كركوك من الصراع الدموي والفتنة الكبرى والاقتتال بين أبناء البلد الواحد، وهذا يحسب له ولا يحسب عليه”.
واستكمل حديثه بالقول إنه “لولا خطوة الاتحاد الوطني لتحولت كركوك إلى مدينة أشباح، نتيجة الإصرار على الاستفتاء، الذي رفضته الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بأكمله، لذلك سيذكر التاريخ العراقي هذا اليوم ويسجل بالمواقف الوطنية والأخلاقية”.
تناقضٌ في المواقف
يؤكد رئيس حزب التقدم الإيزيدي سعيد بطوش أن، هنالك تناقضاً في مواقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فمن جهة قد انسحب وترك أهالي مناطق المادة 140 يواجهون مصيرهم المجهول، ويعود اليوم إلى المناطق التي كان يسميها بالمحتلة! طمعاً في المقاعد البرلمانية.
ويضيف في حديث لـ (المسرى) أنه “في الوقت الذي انسحب الحزب الديمقراطي والبيشمركة التابعة له من مناطق المادة 140، وتركها للقوات الاتحادية والحشد الشعبي، يعود لها اليوم مجدداً ويستحوذ على المقاعد البرلمانية ويتنافس للحصول على المناصب، في الوقت الذي كان يصف تلك المناطق بالمحتلة”.
وفي السادس عشر من أكتوبر تشرين الأول عام 2017، تقدمت القوات الاتحادية رفقة فصائل الحشد الشعبي صوب مدينة كركوك، وباقي مناطق المادة 140، فيما انسحب الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبيشمركة التابعة له من المدينة، تاركاً أهالي كركوك من الكورد يواجهون المشاكل الأمنية والإدارية المختلفة وحملات التعريب المستمرة.