المسرى.. فؤاد عبدالله
رغم مرور أكثر من أربع سنوات على انتهاء الحرب ضد تنظيم “داعش”، وتحرير المحافظات التي كان يسيطر عليها في العراق، إلا أن ملف النازحين والمهجرين، لا يزال مفتوحا بسبب الصراعات والمصالح السياسية والتدخلات التي تَحُول دون عودة أكثر 37 الف أسرة نازحة تسكن إقليم كوردستان إلى ديارهم.
غلق المخيمات ليس بالامر السهل
علي عباس جهانكير الناطق باسم وزارة الهجرة والمهجرين قال في حديث خاصٍ لـ( المسرى): “إن غلق مخيمات النازحين بالكامل ليس بالموضوع السهل، رغم أن الوزارة والحكومة قدمتا كل ما يجب فعله لإنهاء هذا الملف وتمكنت من إعادة بحدود 80% منهم إلى مناطقهم الأصلية”.
وأضاف جهانكير :” ومع كل هذا هناك تحديات من خارج إرادة الحكومة، منها انتشار جائحة كورونا والأزمة المالية التي حالت دون دفع التعويضات والاستحاقات المالية للعائدين، أضف إلى ذلك أن صندوق إعادة الإعمار الذي خصص لذلك الغرض لم يمول بالشكل الذي شُكل من أجله في إعادة تأهيل المناطق المدمرة”.
وأوضح أن ضعف التخصيصات المالية للمنظمات الدولية هي أحد الأسباب الرئيسية لبقاء هذا الملف مفتوحا، لأنها كانت الشريك لإعادة تأهيل الدور والبنى التحتية للمناطق المتضررة، وكل هذه الأسباب مجتمعة، حالت دون ماهو مخطط له لغلق مخيمات النازحين بشكل كامل”.
مؤكدًا أن النزاعات العشائرية هي الأخرى سبب لعدم غلق بعض المخيمات، منها مخيم ( الجدعة 5)، رغم تواصل فرق السلم المجتمعي ولجنة المفاوضات لحسم هذا الأمر”.
مخيمات الإقليم خارج سلطة بغداد
أما فيما يتعلق بمخيمات النزوح في إقليم كوردستان، لفت علي جهانكير أنها خارج سلطة الوزارة الاتحادية، وتحتاج إلى تفاهمات وتوافقات بين السلطة الاتحادية وحكومة الإقليم لحل تلك المشاكل، وخصوصا عودة المواطنين الإيزيديين إلى مدينة شنكال، لأن أغلب قراهم مدمرة ولم يُعد تأهيله.
ومن جهته أوضح كجي عمو سَلو أحد الناجين من قرية كوجو والساكن في مخيم (قاديا) للنازحين في دهوك، في حديث لـ(المسرى) أن الحكومة الاتحادية غير جادة في حل هذا الملف، كما أن هناك خلاف سياسي بين المركز والإقليم حول عودة الإيزيديين إلى قراهم في شنكال.
ولفت سَلو إلى أن مصالح حكومة أربيل أحد أبرز العراقيل لإنهاء ملف نزوح الإيزيديين، لأن الإقليم يقدم مصالحه على مصالح الإيزيديين، ويستفاد ماديا ومعنويا من منظمات الإغاثة الدولية لبقاء الوضع كما هو عليه، بل على العكس لا يشجع الإقليم الساكنين في مخيمات النزوح لديها على العودة إلى ديارهم.
الصراع السياسي والمصالح تمنع عودة النازحين
كما وأكد أن الصراع السياسي المحتدم بين عناصر حزب العمال الكوردستاني المتوجدين في مناطق شنكال وحكومة الإقليم من أسباب عدم إنهاء الملف، أما الحكومة الاتحادية فموقفها غائب في الموضوع، رغم اتفاقها مع الإقليم سابقا بعودة النازحين إلى مناطقهم، الا أننا لم نرَ شيئاً لحد الآن، ويوما بعد يوم تتفاقم معاناة وجروح الإيزيديين وليس هناك من مجيب.
وتساءل سلو في حديثه للمسرى “حتى وإن استتب الوضع في شنكال بشكل عام، إلى اين نعود؟” قائلًا: “منازلنا مدمرة ونسبة الخدمات فيها صفر، ولا يوجد هناك لا دعم مادي ولا بنية تحتية، خدعونا وتاجروا بمعاناتنا”.
وتشير أرقام وإحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين إلى أن عدد النازحين يبلغ نحو 37 ألف عائلة، ومجموع المخيمات هو 28 مخيماً بواقع 26 مخيماً في إقليم كردستان، ومخيم واحد في الموصل (الجدعة)، وهناك مخيم آخر في عامرية الفلوجة، وهو على وشك الإغلاق قريبا.