المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
وفقا لما نشرته مفوضية الانتخابات في العراق حول المرشحين الذين نالوا أعلى الأصوات في الانتخابات الاخيرة، فإن البرلمان الجديد سيضم 220 إلى 230 نائبا جديدا لم يدخلوا البرلمان من قبل أو لم يكونوا نوابا في الدورة الأخيرة، من مجموع أعضاء مجلس النواب العراقي الـ 329.
وفي هذا السياق قال أستاذ العلاقات الدولية مؤيد الونداوي في حديث خاص لـ(المسرى) “إن السياسيين القدماء الذين جاؤوا بعد أحداث عام 2003 أثبتوا فسادهم وفشلهم في بناء وقيادة العراق، بل وأسسوا جامعات للفساد، وقد جاء اليوم ليأتي الشباب ليفرزوا تيارات جديدة ولينجحوا في التحرك سياسياً متمثلةً بالتظاهرات التشرينية والمطالب السياسية التي قدموها”.
الشباب صناع السياسة
الونداوي أضاف أيضا أن العراق أمام جيل جديد من صناع السياسة في البلاد، متوقعاً حدوث تجاذبات وتصادمات مع الجيل القديم من السياسيين، الذين بلا شك أثبتوا فشلهم أو عدم قدرتهم للاستجابة لمتطلبات الشارع العراقي عموما والشباب على وجه الخصوص، وموضوع هجرة الشباب للبحث عن حياة أفضل خارج العراق، خير دليل على فشل هؤلاء السياسيين.
تغيير في قواعد اللعبة
أما المحلل السياسي حازم الباوي فأبدى تفاؤله بالمستقبل السياسي للعراق بعد صعود كوكبة جيدة من الشباب إلى البرلمان القادم، وأضح في حديث خاص لـ(المسرى) أن قواعد اللعبة السياسية في العراق ستتغير، لاسيما وأن نظام البلاد برلماني، فبالتأكيد سيكون للشباب دورا فاعلا في إصدار التشريعات وممارسة الدور الرقابي للحكومة القادمة.
الباوي أعرب عن أمله ان يكون للشباب دور مهما أيضا في حل أو إنهاء الخلافات السياسية المتعلقة بمشاريع القوانين المعطلة في البرلمان منذ عدة دورات نيابية مضت، وأن يعملوا على إقرارها والمصادقة عليها وخصوصا المتعلقة منها بحياة المواطنين كقانون النفط والغاز والضمان الاجتماعي وغيرها من مشاريع القوانين.
البرلمان الجديد عنوان الديمقراطية
ومن جهة أخرى وصف المحلل السياسي الدكتور وائل الركابي صعود هذا الجيل من الشباب إلى المؤسسة التشريعية في العراق بأنها روح الديمقراطية، سواء كانوا مستقلين أو ناشطين، وهم شريحة مجتمعية مهمة، ارتأَوا ألاّ يمثلهم أحد من الكتل والأحزاب السياسية، نتيجة الإخفاقات المتراكمة طيلة السنوات الماضية.
البرلمان القادم سيشهد كتلة معارضة
الركابي أوضح كذلك أن الشباب أثناء حملاتهم الدعائية قبل الانتخابات، أعلنوا أنهم لن ينضموا إلى تشكيلة الحكومة القادمة بتسلم المناصب الحكومية، بل سيشكلون مباشرة كتلة نيابية معارضة، فإذا ساروا على هذا النهج، فبالتأكيد سيكونون على المسار الصحيح ويكونون قد نفذوا ما وعدوا به ناخبيهم.
فوز الشباب والناشطين بمقاعد البرلمان الجديد في العراق هونجاح باهر للانتخابات والعملية السياسية في العراق ودليل على بدء مرحلة جديدة من العمل السياسي والتشريعي ركيزتها الشباب والوجوه الشابة الجديدة ولم يسبق لها أن دخلت المعترك السياسي والقبة النيابية التشريعية.