تغطية: فائز جواد – صلاح الدين
إعداد: كديانو عليكو
ارتفعت حالات الطلاق في المجتمع العراقي بشكل يرثى لها، حيث يبلغ معدل حالات الطلاق تسع حالات في ساعة واحدة يوميا، فيما تشير الاحصائيات الاخيرة حول حالات الطلاق في العراق الى تسجيل 6480 حالة طلاق كل ثلاثين يوما.
ويقول المحامي عدنان البلداوي للمسرى: ان “معدل حالات الطلاق يبلغ تسع حالة طلاق في ساعة واحدة يوميا، وان الاحصائيات الاخيرة حول حالات الطلاق في العراق تشير الى تسجيل 6480 حالة طلاق كل ثلاثين يوما، مضيفا ان ارتفاع حالات الطلاق يعني تفكك العائلة والاسرة”.
واوضح البلداوي، ان “حالات الطلاق التي تحدث هي بين اعمار 15 الى 16 سنة والى 20 سنة، مبينا ان المادة 57 هي التي تشجع الزوجة على الطلاق، حيث تنص على ان الحضانة للام، متمنيا تعديل المادة القانونية التي تحرم الاب من رؤية اطفاله بعد الطلاق”.
من جانبه اوضح الناشط حسين عصام من محافظة صلاح الدين للمسرى، ان “محافظة صلاح الدين تعتبر من المحافظات التي تتصدر موضوع الطلاق التعسفي، واكثر اسباب ذلك هي مواقع التواصل الاجتماعي التي تدخل في حياة العديد من الناس واصبحت كابوسا يتغلغل في حياتهم واصبح كالفيروس الذي انتشر في الجسد وقضى عليه تماما”.
وقال، ان “الطلاق انتشر في الاونة الاخيرة بمراحل مخيفة ينبغي على الجهات المعنية والقانون العراقي بشكل خاص اعادة النظر بهذا الشان وعدم النطق بقرار الطلاق من قبل قاضي المحكمة الا بعد تمحيص كبير وتحقيقيات كبيرة بسان هذا الطلب والقضية”.
واشار عصام الى ان “العائلة اليوم تحتاج الى الكثير من الرعاية والاهتمام، لان موضوع الطلاق بات يشكل هدما اسريا كبيرا وانتحارا لعملية الزواج وتكوين الاسرة التي ينبغي ان تكون في جو راق ورخو ينعم بالامن والامان والطمأنينة للاطفال والازواج لتكوين مجتمعات ولتكوين اوطان ايضا”.
اما الباحث الاجتماعي عدنان ناجي العبيدي، اكد من جانبه للمسرى، ان “اسباب الطلاق في مجتمعنا كثيرة منها دينية واقتصادية واجتماعية وقد تكون سياسية او ثقافية”.
واوضح، ان “الابتعاد عن الدين والزواج المبكر وفي اعمار صغيرة السبب الرئيسي في ازدياد حالات الطلاق وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتها غير الصحيحة هي احد اسباب ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع العراقي”.
وكان رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، اكد أن نسبة الطلاق ارتفعت بشكل مخيف في السنوات الثلاث الأخيرة وباتت تهدد الأسرة والمجتمع العراقي.
وقال الغراوي في بيان تلقى (المسرى) نسخة منه، إن “البلدان العربية سجلت أرقاماً كبيرة في عدد حالات الطلاق وسجل العراق نسبة 22.7 %، حسب إحصائيات مجلس القضاء”.
وأضاف الغراوي أن “العام 2022 والعام 2023 شهد تسجيل 143 ألف حالة طلاق في العراق، وسجلت المحاكم العراقية إحصائية للطلاق لشهر كانون الثاني لعام 2024 بلغت أكثر من 7 آلاف حالة في عموم العراق ووفقا للإحصائية التي نشرها مجلس القضاء، فإن حالات التفريق بحكم قضائي كانت 1843، فيما كانت حالات تصديق الطلاق الخارجي 5610”.
وتابع أن “أهم أسباب ارتفاع حالات الطلاق هو قلة الثقافة الزوجية وعدم التفاهم بين الزوجين إضافة إلى العنف الأسري والتدخلات من قبل الأهل والأصدقاء والزواج المبكر والظروف الاقتصادية وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية والاستخدام السيئ للاتصالات وضعف الوازع الديني والزيجات المتعددة”.
وطالب الغراوي “الحكومة والبرلمان باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ارتفاع حالات الطلاق من خلال مبادرات اقتصادية وتوفير فرص عمل وتقديم وحدات سكنية مجانية للمتزوجين حديثا مع قروض دون فوائد، كما طالب بإطلاق حملة توعوية دينية وثقافية وإعلامية لتثقيف المتزوجين عن أهمية الأسرة ودورها في بناء المجتمع”.