المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
تنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، أقامت وزارة الهجرة والمهجرين مؤتمرا لدعم عملية عودة النازحين الطوعية من مخيمات النوةح إلى امامن سكناهم الأصلية في محافظة السليمانية تحت عنوان ” التحول من ألم النزوح إلى امل العودة ” .
تنفيذ البرنامج الحكومي
مدير قسم محافظات إقليم كردستان في وزارة الهجرة والمهجرين سامر مشكور بديوي أوضح للمسرى أنه ” تنفيذا لقرار مجلس الوزراء وبإشراف مباشر من وزارة الهجرة والمهجرين المتعلق بإغلاق مخيمات النزوح، تم تنفيذ البرنامج الحكومي في محافظة السليمانية، وكانت لنا وللقوات الامنية دور بارز في الإعادة الآمنة للنازحين إلى أماكنهم الاصلية، إعادة طوعية بعيدة عن أي إجبار أو عنوة، كون الدستور يكفل حق العيش للمواطن العراقي في مكان يرغب فيه “، مبينا أنه ” من عدد 4 مخيمات موجوجدة في السليمانية تم غلق 3 منها ، والمخيم المتبقي يسكن فيه أكثر من ألف عائلة، وخلال هذا الشهر سيتم إغلاق هذا المخيم أيضا، وبالتالي نعلن السليمانية خالية من مخيمات النزوح “، مشيرا إلى أن آخر موعد لغلق مخيمات النزوح هو الأول من تموز القادم حسب البرنامج الحكومي المقرر .
حقوق الطلاب محفوظة
وفيما يتعلق بإغلاق مدارس النازحين في السليمانية، لفت بديوي إلى أن ” هذا الموضوع هو من اختصاص وزارة التربية ، ولكن نطمان المواطنين والعوائل الساكنة في محافظات إقليم كردستان أن لهم حق العيش الكريم وتلبية متطلباتهم، خاصة فيما يتعلق بتامين مستقبل أجيالنا القادمة”، مؤكدا ” وجود تنسيق عالي المستوى بين وزارتي التربية والهجرة من جهة ووزارة تربية الإقليم من جهة اخرى، وخاصة محافظة السليمانية لوضع آلية معتمدة بعد انتهاء العام الدراسي الحالي حول هذا الموضوع “.
الظروف أصبحت مواتية
ومن جانبه أشار رئيس الهيئة الاستشارية في ديوان محافظة الأنبار المهندس جاسم محمد للمسرى إلى ان ” محافظته تاثرت كثيرا بأحداث داعش وما سببه من نزوح ودمار في البنى التحتية، وبالتالي هجرة اعداد كبيرة من أبناء المحافظة بسبب تلك الاحداث وانتشارهم في كل محافظات العراق في إقليم كردستان والجنوب والفرات الأوسط”، مضيفا انه ” في داخل الأنبار حدث نزوح أيضا حيث توجه الموطنون نحو تلك المناطق التي بقيت تحت سيطرة القوات الامنية، وعليه توجد في داخل الأنبار 85 مخيم نزوح، تعيش فيها قرابة 300 ألف عائلة نازحة، واليوم الظروف أصبحت مواتية لغلق هذه المخيمات، والعودة إلى أماكنهم الأصلية تدريجيا حسب المناطق المؤهلة في محافظاتهم .
تسهيلات حكومية
وبدوره قال نائب محافظ صلاح الدين المهندس مفيد البلداوي للمسرى إنهم ” كحكومة محلية قدموا كل المستلزمات الضرورية التي تطمأن عودة النازحين من محافظات إقليم كردستان إلى محافظة صلاح الدين، من خدمات وطرق ومدارس ومراكز صحية، وكذلك الوضع الامني المستتب”، مؤكدا ” دعم حكومتهم المحلية للقرار الحكومي بإغلاق مخيمات النازحين في إقليم كردستان وتقديم كل الدعم والتسهيلات لهم “.
بيئة مناسبة
وفي السياق نفسه أكد مستشار محافظ ديالى للشؤون القانونية محمد علوان للمسرى أن ” كل الجهات المعنية في المحافظة من الحكومة المحلية والقوات الامنية والعشائر هيأت البيئة المناسبة لعودة مازحي المحافظة إلى اماكنهم الأصلية، من خلال تنفيذ مشاريع خدمية وتربوية وغيرها، مما ساعد بشكل كبير على تشجيع النازحين إلى العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية”، مشيرا إلى أن ” أبرز التحديات التي قد يمكن أن تواجهها تلك العوائل العائد هي المشاكل العشائرية القديمة بسبب الأحدث التي حصلت بعد عام 2006، ولكن المطمئن أن اغلب تلك المشاكل قد تم حلها وإنهائها بين العشائر أنفسهم بالتعاون مع القوات الامنية “.
صلح عشائري
وفي ذات الشان بين الشيخ حسين علي شيخ عشيرة القرغولي للمسرى أنه ” في وقت سابق تم الصلح بين العشائر في المحافظة وبحضور وتعاون الأجهزة الامنية وكذلك وزارة الهجرة والمهجرين والحكومة المحلية في صلاح الدين، ولا توجد حاليا أي مشكلة او نزاع بين العشائر أو أفراد القبائل الساكنة في في المدينة وأطرافها”، منوها إلى ان ” بعض دور النازحين مهدمة، ولكن بفضل جهود الخيرين تم بناء ما يقارب الـ 170 دارا سكنيا، واغلب ساكني القرية عادوا إلى ديارهم الا القليل منهم، وبدؤوا بحياتهم اليومية وزراعة أراضيهم”، مشيرا إلى استقرار واستتباب الوضع الأمني في المحافظة وتعاون الحكومة المحلية لتسهيل العيش للمواطنين .
منع العودة
التربوي والنازح مهند سعدون من أهالي جرف الصخر تحدث للمسرى قائلا إن ” القرار الحكومي الذي اعتمدته وزارة التربية بإغلاق ممثليات التربية ومدارس النازحين في إقليم كردستان هو قرار غير مدروس ولا يعطي حلا ، لكون وجود أكثر من 140 ألف طالب نازح يدرسون في تلك المدارس بكردستان”، متسائلا أليست محافظات كردستان هي جزء من العراق ؟ وبهذا القرار ( الإغلاق) ماذا حققت ؟ وماذا تقدم لنا ؟ والكل يعلم أن مناطقنا الأصلية هي مغلقة وغير مؤهلة للعيش، وأصلا غير مسموح لنا بالعودة ( جرف الصخر) ، والذي يقضي بتحولنا إلى محافظة أخرى، إذن ما الفرق بين السليمانية ومحافظة اخرى .
كرامة النازحين
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين قد اكدت في وقت سابق أن خطة الوزارة تتركز على العودة الطوعية للنازحين، ورفض اقامتهم الجبرية في المخيمات في خطوة تحفظ كرامتهم وفق الخطة الوزارية المعمول بها بحسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء.