المسرى.. تقرير : فؤاد عبدالله
تحدياتٌ كثيرة تواجه تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ولعل أبرزها في الوقت الراهن هو تفسيرُ الكتلة النيابية الاكبر التي يحـق لها تشكيلُ الحكومة الجديدة بعد الإعلان عن النتائج الأولية لانتخابات الدورة الخامسة لمجلس النواب العراقي والتي جرت مؤخراً، وانضمام الكتل الفائزة الاخرى اليها لتكون معبرةً عن واقع الشعب العراقي دون استثناء، والكوردُ كمكونٍ أساسي في العراق تتجه الأنظارُ نحوه للتفاوض.
حكومة توافقية
الكاتب والمحلل السياسي جواد الخالصي من لندن قال في حديث خصَّ به لـ(المسرى): “عندما ننظر الى حجوم الفائزين في الانتخابات، يتبين لنا ان تشكيل الحكومة القادمة ستكون توافقية، كما الدوراتِ البرلمانية الاربع الماضية، مع ان القانون نصَّ صراحة ان الكتلة البرلمانية الاكبر، هي التي تحصل على اعلى الاصوات داخل البرلمان”.
ومع هذا يرى الخالصي أن التحركات تجري الان على الساحة العراقية لتشكيل الكتلة الاكبر، رغم فوز الصدريين بأعلى الاصوات، ولكن نراهم يتقاربون للتحالف من كتلة تقدم والحزب الديمقراطي الكوردستاني، بغية بناء أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة القادمة”.
الخالصي اوضح كذلك ان شكل حكومة مُعتمِـدة على ثلاثة أركان تكون ناقصة، الا اذا تحالف معهم عدد من النواب المستقلين أو الكيانات الاخرى، مبينا أيضا ان المكون الكوردي معروف عنه بأنه لا يدخل تحالفاً مع جهة شيعية واحدة وبشكل منفرد، دون أن يكونوا مجتمعين أو تحالفاً ذا أغلبية شيعية، وهذا الامر ينطبق ايضا على تحالف تقدم.
أولوية الكورد حياة كريمة لمواطني الإقليم
وفي السياق ذاته قال امين بابا شيخ المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكوردستاني في لقاء تلفزيوني إن الاتحاد الوطني يؤكد على وحدة صف الكورد في بغداد، وأن اولوية حزبه في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، تأمين حياة كريمة لمواطني اقليم كوردستان.
مبينا أن بِـإمكان الكورد تحقيق الكثير وتغيير المعادلات في العراق في حال توجهوا الى بغداد ببرنامج موحد، منوها الى ان العراق بدون المكون الكوردي سيكون عراقا ناقصا، وسيحدث فراغا، ولا يتجرأ اي طرف سياسي عراقي على الإقدام على ذلك.
لا حكومةَ دون التفاوض مع الكورد
ومن جهته أكد المحلل السياسي شيرزاد قاسم لـ( المسرى) أن الكورد سيذهبونَ الى بغداد بخطاب ومطلب واحد ويتفاوضون مع من يشكل الحكومة العراقية الجديدة بخطاب واحد، والكتل الكوردستانية معروف عنها بأنها ليس لديها خط أحمر على جهة، بل على العكس تجلِـسُ وتتفاوض مع الكل في بغداد دون استثناء سواء أ كانت الكتلة الصدرية أم غيرها.
قاسم أوضح أيضا أن من يشكل الحكومة الجديدة، يجب أن يتفاوض مع المكون الكوردي، لأنه بدون مشاركة الكورد لن تكون تلك، حكومةً، سواء من شكلها كان من الكتلة الصدرية او غيرها، والجميع في بغداد يعرفون جيدا مطالب المكون الكوردي، ألا وهي الحفاظُ على المكتسبات التي تحققت بالاضافة الى حل الملفات والامور العالقة بين أربيل وبغداد منذ عدة دورات انتخابية وفق الدستور العراقي.
على مدى تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 ، كان الكورد يشكلون مكونا وعنصراً اساسيا لها، وكان مستوى المشاركة الكوردية مرتبطة بمدى تنفيذ مطالبهم المشروعة والمنصوص عليها في الدستور العراقي والحفاظ على المكتسبات التي حققوها قبل سقوط النظام السابق.