أكد الباحث في الشأن السياسي الدكتور حسن العامري ان الشعب العراقي يرفض الخطاب الطائفي، مشددا على أن القوى السياسية ومن أجل مصالحها تؤجج هذا الخطاب.
وقال العامري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن هناك الكثير من القضايا الخلافية بين مكونات الشعب العراقي، وبعضها كانت بسيطة لكن السياسيين لم يحاولوا حلها بشكل جذري، مشددا على أن أي تأجيل لهذه الخلافات هي بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت سواء بين العرب والكرد او السنة والشيعة.
العامري: الخلافات بين القوى السياسية لا علاقة للشعب العراقي بها
وشدد العامري على ضرورة أن تذهب الحكومات الاتحادية والقوى السياسية إلى معالجة هذه الخلافات البسيطة للوصول إلى شعب متماسك يبني بلده بشكل واتجاه صحيحين، مؤكدا أن حلها يحافظ على المجتمع العراقي بجميع مكوناته.، لافتا إلى أن الخلافات بين القوى السياسية لا علاقة للشعب العراقي بها، ولم يكن العراقيون سابقا يفكرون بانتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية.
العامري: دول تدفع باتجاه تعزيز الخطاب الطائفي بين العراقيين
وتابع العامري ان القوى السياسية تعمل على تأجيج الخطاب الطائفي للحصول على مكاسب سياسية ومصالح انتخابية، مشيرا إلى وجود عامل خارجي من عدة دول تدفع باتجاه تعزيز الخطاب الطائفي بين العراقيين، لافتا إلى أن السياسيين أثبتوا أن مصالحهم فوق مصالح الشعب العراقي والبلد وتاريخه ومستقبله.
العامري: العاملون في المجال الإعلامي عينهم على المادة وليس الرسالة
وعن دور الاعلام العراقي في مواجهة الخطابات الطائفية، أعرب العامري عن أسفه بأن الاعلام العراقي مجزأ بين الاحزاب السياسية، وكل حزب يمتلك وسيلة اعلامية أو أكثر وكل وسيلة تعمل وفق مصلحة الحزب السياسي، لافتا إلى أن الكثير ممن يمارسون مهنة الاعلام اليوم يعملون من أجل المادة بعيدا عن رسالة الاعلام السامية فهو سلطة رابعة يمكنها تقويم المجتمع واعادة ثقافته بشكل كامل.
العامري: هناك من يتخذ من التاريخ مصدرا للخلاف وتمثال أبو جعفر أنموذجا
واشار العامري إلى أن الكثير من العراقيين يتخذون من التاريخ مصدرا للخلافات بين بعضهم البعض، لافتا إلى أن هناك تشبث بالمفردات التاريخية وان كانت غير صحيحة، مثل الخلاف على تمثال أبو جعفر المنصور في بغداد، فهناك روايات ان هذا الخليفة العباسي قتل الامام جعفر الصادق، مشددا على أن الامر ليس خلافا حيقيقا ان كان العراقيون متماسكين ويبحثون عن مصالحهم المشتركة، داعيا السنة والشيعة الى تقديم التنازلات لبعضهما لحل هذا الخلاف.
العامري: الدستور كتب بأياد غير عراقية والضرورة تحتم إعادة كتابته
ولفت العامري إلى أن الدستور العراقي كتب بأياد غير عراقية، حسب تعبيره، ويتضمن الكثير من الجزئيات التي تبقي على الخلافات بين العراقيين، داعيا القوى السياسية إلى إختيار الأكفأ ومن يملك الخبرة في كتابة الدساتير إلى إعادة كتابة الدستور بما يجعل المواطن العراقي يشعر أن الدستور يحقق مصالحه.
العامري: من مسؤولية الاعلام السعي لإعادة ثقة العراقيين ببلدهم
وعن دور الاعلام ومنابر الجوامع والمدارس في تعزيز روح التسامح والخطاب الوطني بين المكونات العراقي، قال العامري إن من مسؤولية الاعلام العراقي والنخبة العراقية من مثقفين التوجه بالعمل على إعادة ثقة العراقيين ببلدهم وببعضهم البعض، مشددا على أن بقاء العراق مرهون بفكر ووعي شعبه وليس بفكر السياسيين.


