المسرى .. خاص
رغم وفرة تساقط الامطار لهذه السنة، وارتفاع منسوب نهري دجلة والفرات مقارنة بالعوام الماضية، إلا أن الشحة المائية لا تزال تضرب بعض مناطق العراق، ومنها مناطق سكنية وأراضي زراعية في محافظة الديوانية، أهالي المنطقة عزوا سبب هذا الشح إلى غياب خزنها والاحتفاظ بها بالشكل الصحيح والخطط المدروسة، وعدم تبطين الأنهر ، مما سبب هدرا كبيرا ونقصا في التوزيع والإرواء.
منطقة زراعية
الشيخ حسين الشبلاوي من أهالي منطقة النورية التابعة للمحافظة والتي تعاني شحا مائيا اوضح للمسرى أن ” منطقتهم من المناطق الزراعية المعروفة منذ مئات السنين، وسابقا كانت هذه المنطقة تنتج ما بين 20 إلى 30 ألف طن من محصول الحنطة سنويا، ولكن منذ السنوات الاخيرة وتحديدا هذه السنوات الاربع الماضية قل إنتجنا من المحاصيل بسبب نقص المياه، أو بالأحرى تقليل حصة المحافظة من المياه بسبب الشحة المائية “، مبينا أنه ” رغم الوعود الحكومية والزيارات المتكررة لهم لحل هذا الموضوع إلا انه لا نتيجة تذكر لحد اليوم، بدليل استمرار معاناتنا من نقص مياه الإرواء “.

هجرة الفلاحين
ومن جانبه أشار كامل الخزعلي مواطن من أهالي الشافعية التابعة للمحافظة للمسرى إلى أن ” ان الفلاحين والمزارعين تركوا مهنتهم واتجهو للعمل في المعامل أو أجراء عند أشخاص بسبب نقص المياه والشحة التي تعانيها المحافظة بأقضيتها ونواحيها، وليس هذا فقط وإنما الأهالي باعوا ماشيتهم أيضا وتركوا كل ما من شانه متعلق بالزراعة والفلاحة “.

الدور الحكومي
المعنيون في المحافظة، وخصوصا دائرة الزراعة، وجهت عدة مرات مخاطبات للحكومة الاتحادية من أجل العمل على زيادة الإطلاقات المائية وإنهاء ملف المتجاوزين على الانهر والحصص المائية، وبالتالي اتخاذ كل التدابير التي تعمل على مساعدة الأهالي على البقاء والاستقرار في مناطقها وعدم الهجرة منها، خدمة لاقتصاد البلد .

المطالبة بالتعويضات
خالد الخزعلي رئيس الجمعيات الفلاحية في الديوانية قال للمسرى إن ” قضاء الشافعية في الديوانية من الأقضية القريبة من مركز المدينة، وبالتالي تعاني من شحة مياه خانقة بسبب قلة الإطلاقات المائية “، مشددا على ” مطالبات الفلاحين والمزارعين بشمولهم بالتعويضات نتيجة ما تعرضوا له من عدم زراعة أراضيهم بسبب الشحة المائية، إضافة إلى موجة الامطار الأخيرة “، داعيا المعنيين بالعمل على زيادة الإطلاقات المائية للقضاء وشمولهم بالخطة الزراعية الصيفية ، وإنصافهم بالعويضات مثل المناطق الشلبية “.

حلول مستقبلية
ويرى المراقبون أن هذا الملف لا ينتهي، إذا لم يضع له المختصون والمعنيون بهذا الشأن خططا بعيدة المدى، لأن الحلول الوقتية كالمسكنات لا تاتي بنتائجها المرجوة وتحل أصل المشكلة التي هي شح المياه، خصوصا وان العالم يمر بتغيرات مناخية وتلوث بيئي .

