الادب في حالة تواصل وصيرورة، فالمدارس الادبية والنظريات التي تتحدث عن الخيال والسيرة الذاتية، كل تلك المجالات والمدارس الادبية متواصلة بسابقاتها، هذا ما أشارت اليه الكاتبة والمترجمة، بيان سلمان، خلال مشاركتها في برنامج قضاياها الذي يعرض على شاشة قناة المسرى.
وأشارت ايضاً، الى ان حالة الحروب التي تطرأ على العالم له دور في اختلاف الكتابات، فالفكر الانساني لا يتوقف، ونتيجة لذلك يحصل تغييرات في كل مجالات الحياة وفي اطار ذلك المجال الادبي.
سلمان: لا اتذكر انني كنت في طفولتي اود ان أكون طبيبة او مهندسة كباقي الاطفال
وفي الحديث عن مرحلة الطفولة في حياتها، أشارت الكاتبة، سلمان، الى تأثرها بالبيئة المحيطة التي مهدت لها الطريق، وان الافكار السياسية المتنوعة والانفتاح الاسري نحو المطالعة في المجالات الحياتية المختلفة، تحدد مسار الطفل وتخلق اجواءاً مختلفة في فكر وبيئة الطفل الخاصة، وتمهد له الطريق بإتجاه القراءة والمطالعة .
وقالت، لا اتذكر أنني كنت ارغب كباقي الاطفال الذين كانوا في سني، ان اكون طبيبة او مهندسة، وكنت أحب مهنة التدريس، وكنت أقتدي في ذلك بإحدى قريباتي التي كانت تمتهن التدريس.
سلمان: ترعرعتُ في بيئة ديمقراطية، مهدت لي طريق الحرية
وعن الجانب التربوي في حياة الكاتبة، أشارت سلمان، ان الافكار المختلفة لأفراد الاسرة الواحدة، تؤسس بنية ديمقراطية داخل الاسرة، وهذه البيئة الديمقراطية، اتاحت الي الفرصة لممارسة الحرية الفردية، كفتاة داخل مجتمع محافظ، قد يعمل على كبت الفتيات وتقييد حرياتهم أحياناً .
سلمان: أتذكر أنني قرأت أعمال شكسبير في سن مبكر جداً، وكنت معجبة بأشعار رامبو
وفي إطار الحديث عن خوضها في مجال الأدب والكتابة، أشارت سلمان، الى أثر القراءة والمطالعة على إمكانية إيجاد الذات في عالم الكتابة، حيث قالت، بدأتُ القراءة في سن مبكر، وكنتُ أدون ملاحظات حول ما أقرأه تارةً هنا وتارةً هناك، ومع مرور الوقت يبدأ الإنسان في تلك الاجواء يفهم حالة الكتابة، وبعد فترة من الزمن وبمرور العمر والعيش في التجارب الحياتية، تبدأ مرحلة بلورة الافكار والمفاهيم، بالاخص ان منطقتنا ذات خصوصية غير مستقرة، فيؤثر ذلك في أفكارنا وتكوين ذواتها، كإنسان و كإمرأة، من هنا وبالاخص في فترة التسعينيات بدأت مشواري في مجال الكتابة .
سلمان: الترجمة حالة وجودية تعطيك الرغبة في الكتابة
وعن ترجمتها في مجال الفلسفة لكتاب عالميين، أشارت سلمان قائلةً: الترجمة كانت مكمل لعملي في الكتابة الادبية، فقد أضافت لمعلوماتي الادبية، وأنا قارئة نهمة جداً، في التاريخ والفلسفة والادب، فأنا بحاجة قراءة الكتابات العالمية وللكُتاب الآخرين، ليتوسع عندي آفاق الفكر في الكتابة، وعن مجال الفلسفة بالتحديد، فقد كانت محاولةً مني للترجمة في هذا الجانب، فقد ترجمت للمفكر (سان اوغستن) و (كانت) ومفكرين آخرين، كذلك ترجمت أشعاراً (لأدونيس) وبعض الشعراء العرب، فالترجمة حالة وجودية تعطيك الرغبة في الكتابة، فقد تدخل الى صميم الجملة وكأنك تعيش مع الكاتب، فتقوم بعملية إبداع مرة ثانية، لأنك تنقل فكر وإبداع الكاتب الى لغة ثانية.
سلمان: التاريخ الانساني شاهد على قوة المرأة العراقية وإمكانياتها
في الحديث حول أوضاع النساء في العراق اليوم، أكدت سلمان، ان المرأة العراقية مكافحة في جميع الاصعدة الحياتية، كأم، كزوجة وإبنة، كإمرأة أكاديمية ، كإمرأة سياسية وأدبية، وهنالك محاولات كثيرة بإتجاه تعطيل مسار المرأة، وعلى الرغم من ذلك، فالمرأة العراقية قوية و تتمكن من أن تتخطى العقبات، فالتاريخ الانساني وتحديداً في منطقتنا شاهداً على قوتها ومكانتها، حتى وإن مرت بالصعاب، فقد نهضت بنفسها من جديد واثبتت نفسها وابدعت في المجالات المختلفة.