أصدر بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بيانا بمناسبة الذكرى الـ 49 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، والـ 48 لاندلاع الثورة الجديدة لشعب كوردستان.
فيما يأتي نص بيان الرئيس بافل جلال طالباني:
يا جماهير شعب كوردستان
أيها الاتحاديون الأباة المناضلون
أتقدم اليكم من الأعماق، بأرق التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الـ49 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردسستاني، والذكرى الـ48 لاندلاع الثورة الجديدة.
نستذكر اليوم آلاف الشهداء الأبطال ونهرا من الدماء المراقة، نستذكر جميع المناضلين الذين واجهوا ظلمة الليل، أيام النضال الصعاب، متسلحين بأحلام عظيمة وإيمان راسخ، وناضلوا من أجل كوردستان حرة وشامخة.
كما نبعث بالتحية الى أرواح القادة الراحلين، ونشكرهم على الإرث الزاخر بالتجارب، الذي تركوه لنا.
يدرك الجميع، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني مر بمراحل صعبة وعصيبة، واعترض طريقه العديد من العوائق، وواجه الكثير من التحديات، قدم تضحيات كبيرة وخسر قادة ومناضلين عظماء، ولكنه بقي صامدا ورصينا كالجبال ولم يحد أبدا عن قيمه السامية، ولم يضح بتاريخه الزاخر بالمفاخر والأمجاد من أجل المصالح الخاصة، ولاشك أن كل ذلك تحقق بدعم جماهيره المخلصة والباسلة، الذين ذادوا عن الاتحاد الوطني بدمائهم وصمودهم، لذا فإن الاتحاد الوطني هو ملك المواطنين قبل أن يكون ملكنا بآلاف الأضعاف، ونحن سنكون في خدمتهم.
نحن نلتفت الى ذلك التاريخ الناصع ونعتبر منه، ونتعلم من حكمة قادتنا العتيدين والثوار، ونجعله قنديلا ينير طريقنا وأساسا لعملنا المستقبلي، سنجعل تاريخنا في خدمة المستقبل ونخطو بأمل نحو الاعمار والرفاهية، حيث نريد بدء مرحلة جديدة تصان فيها حقوق الجميع، ولا تتعرض فيها حياتهم واستقرارهم الى أي مخاطر، ولا يستغلون في الصراعات السياسية ولا يكون هناك تمييز في تقديم الخدمات لهم. طورنا العلاقات الواسعة التي بناها الرئيس مام جلال مع الأطراف العراقية وعلى المستوى الدولي أيضا، بالاستناد الى الثقة المتبادلة، ونحن في تنسيق مستمر في إطار حماية المصالح العليا وضمان الحقوق الدستورية.
ما قمنا به في الفترة الماضية لحل المشكلات والتقريب بين الأطراف، سنواصل السير عليه بالروحية نفسها، ونريد أن يعم المنطقة سلام دائم بعيدا عن الصراعات غير المشروعة، وفي كركوك القلعة الخضراء للاتحاد الوطني وبقية المناطق المستقطعة، أثبت الناخبون أن الاتحاد الوطني أخذ على عاتقه هموم تلك المناطق، وأن حزبهم لم يدر ظهره أبدا لكركوك والكركوكيين الأماجد، فنحن مخلصون لهؤلاء المواطنين الصامدين ولن ننسى ترحيبهم الفائق، مجددين لهم عهد الوفاء والخدمة.
أيها الرفاق الأباة
نحن ندرك أن الفراغ الذي أحدثه رحيل قائدنا ومرشدنا الرئيس مام جلال داخل الاتحاد الوطني، والعملية السياسية في اقليم كوردستان والعراق، لايمكن تعويضه أبدا، ولكننا حاولنا جاهدين أن نكون طلابا مخلصين وصدوقين لنهجه، وما عملناه وسعينا من أجله كان فقط من أجل المواطنين، حماية كوردستان، وتعزيز قوة الاتحاد الوطني. برزت عقبات كثيرة، ولكننا لم نكل وواصلنا السير بدعم الرفاق المخلصين وجماهيرنا، والآن إذ تلاحظون قوة وثقل الاتحاد الوطني، وباقة وردنا الزاهية والمتلألئة، فإن ضميرنا مرتاح إزاء التاريخ الناصع لحزبنا ودماء شهدائنا.
في هذا اليوم العظيم والمبارك، نجدد إيماننا الراسخ بالحرية والعمل السياسي، وتطوير الديمقراطية واحترام الأصوات والألوان المختلفة. سنكون حماة للصورة البهية والتعددية في كوردستان، ونشدد على ترسيخ السلم والتعايش، أبوابنا مفتوحة دوما للعمل المشترك، نحترم جميع القوى والأطراف السياسية الأخرى في كوردستان، ونريد أن نسخر الاختلافات في خدمة الأهداف، وأن نحل المشكلات الداخلية معا، ونبرز في الخارج بإرادة وقوة أكثر. كوردستان بحاجة الينا جميعا وأصواتنا معا ستكون صادحة أكثر، وحدة صفوفنا ومواقفنا ضمان لصون حقوقنا، والتجارب السابقة أثبتت أن الخلافات لا تخدم أحدا، يجب أن نخطو بأحلام أكبر وأكثر وطنية، ونهدف الى رفاهية الشعب والمستقبل المشرق لكوردستان.
ذوو الشهداء الأكارم والأعزاء
مهما أبدينا من شكر وتقدير، فلن نستطيع تعويض التضحيات التي وهبتموها، وإن قدمنا خدمات قليلة في السابق، فإنها لن تصل الى مستوى عظمتكم، نحن مدينون لكم الى الأبد، ونشد على أيديكم ونقبل رؤوسكم المرفوعة، فأنتم كنتم ركائز وحماة الاتحاد الوطني، ونحن نتعلم منكم دروس الصمود والتفاني.
أيها الاتحاديون الأماجد
اقليم كوردستان يتجه نحو انتخابات مهمة، ومن واجبنا ومسؤوليتنا جميعا أن ننخرط في العملية بروح اتحادية، ونسجل انتصارا تاريخيا ومفخرة عظيمة لأنفسنا، فأنتم القادرون على تصحيح مسار الحكم ومواجهة التمييز، ولا تدعوا بعد الآن، أن تذهب المصالح الوطنية ضحية للصراعات غير المشروعة والشخصة، لا تسمحوا بسلب حقوقكم والعبث بمصيركم، باسم الوطنية وخطاب الكوردايتي، اثبتوا أن من هو في وجدان الشعب وقوة الأيام الصعبة، والحامي الحقيقي لأرض كوردستان وحياة المواطنين، هو فقط الاتحاد الوطني الكوردستاني، لا غير.
أيتها النساء والشباب الأعزاء
أنتم الدماء التي تسير في عروق الاتحاد الوطني، والطاقة التي تمدنا بقوة الاستمرار، نعتز كثيرا أننا نعمل معكم جنبا الى جنب، ونعمل لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا، الاتحاد الوطني الكوردستاني بيتكم جميعا وأبواب جميع المكاتب والمؤسسات مفتوحة بوجهكم، أثبتوا أنفسكم ووظفوا طاقاتكم، ويقينا سنكون داعمين لكم.
أجدد لكم التهنئة بهذه الذكرى العظيمة.
تحية الىة الأرواح الطاهرة للشهداء.
المجد والعزة لكوردستان.
بافل جلال طالباني
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني