عكس الطلبة المشاركون قدرتهم وتمكنهم مما تحصلوا عليه من معارف علمية باللغة الإنكليزية، وهذا ما منح التجربة تفردها، وما توافروا عليه من التزام وانضباط في تمثيل ملاحظات وفرتها لهم خطة الإخراج والتأليف من قبل د. صباح سالم، وفريق الإدارة المسرحية، لاسيما محمد يوسف رشيد ممثلاً ومديراً للمسرح، وفريق الممثلين الذين أظهروا كأنهم محترفي التعبير والأداء بشكل رائع في تنفيذ العمل.
صمم للعرض مفردات “سينوغرافية” متميزة جاءت منسجمة ومستجيبة لمتطلبات العرض، حيث النجاح في توظيف عناصر الإضاءة والأزياء، على الرغم من الإمكانيات الإنتاجية الفقيرة مادياً والثرية في الاستجابة لتوليدية أشكال لمشاهد درامية تستهدف أكبر شريحة من المشاهدين، حتى وإن كانوا لا يجيدون التعاطي مع اللغة الإنكليزية، إذ وفر المخرج بذكاءٍ نابه فرصة لإنجاح وصول العمل إلى المتلقين، عبر عرض ترجمة قدمت خلف فضاء المسرح، وكذلك دفع بأحدى الشخصيات التحدث بعض عبارات اللغة العربية وبشكل كوميدي جميل أضفى على المسرحية مسحة من الكوميديا الشفافة إلى جوار فلسفة فكرية تصدى لها المخرج من نصوص عالمية وشكسبيريات لها حضور في ذاكرة المتلقي المسرحي العراقي المثقف.
العرض تميز ، أنه كان جماهيرياً بمعنى الكلمة من خلال الحضور الذي ملئ قاعة مسرح الرشيد حتى وقوفاً حتى نهايته وتحية ممثليه، وكذلك مفاجأة العرض لجميع الجمهور بمسرح ثقافي يكون قريباً منهم ويؤثر فيهم.