وصف رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات احمد الياسري طلب الحكومة العراقي انهاء مهامة بعثة اليونامي بالقرار السياسي غير الحكيم، مشددا على حاجة العراق إلى دعم دولي بشكل مستمر.
وقال الياسري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن بعثة الأمم المتحدة في العراق (اليونامي) لم تنهي مهامها بل إن المنظمة الدولية قررت ذلك بناء على طلب الحكومة الاتحادية العراقية، لأن البعثات الدولية تأتي وتغادر بطلب من حكومات الدول، مبينا ان حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني قدمت طلبا وصوتت الأمم المتحدة عليه بموافقة روسيا والصين ورفض أمريكي.
وأضاف الياسري أن العراق منذ 2003 ولغاية اليوم لم يصل الى مرحلة النمو والتطور الذي تطرحه حكومة السوداني، معربا عن اعتقاده بأن هناك انقسام داخلي وملفات شائكة وحالة الهدوء التي تشهدها البلاد حاليا ليست مستمرة، مشددا على أن العراق لم يصل إلى الحالة التي تمكنه أن يتخلى عن دور المنظمة الأممية.
ولفت الياسري إلى أن المظلة الدولية تقرب العراق من الولايات المتحدة واوروبا وروسيا والصين، مشيرا إلى أنه لا يعرف الحيثيات التي ذهبت الحكومة على أساسها إلى طلب إخراج البعثة، مشددا على أن إخراج بعثة اليونامي قرار سياسي غير حكيم.
مركز للدراسات: قرار إخراج بعثة اليونامي غير حكيم
وأشار الياسري، إلى أنه في عهد رئيسة البعثة الحالية جينين بلاسخارت حصلت تدخلات من قبل بعثة اليونامي في الشأن العراقي، مضيفا أن من مهام بعثة اليونامي التحرك داخل العراق والاشراف على الانتخابات، موضحا أن بلاسخارت إستطاعت أن توظف المواقف الدولية لمصلحة الحرية والديمقراطية في العراق، مشددا على أن عملها بالمنظور العراقي كان تدخلا فالسياسيين العراقيين لا يرضون أن يكون للمنظمة حضور في العراق، حسب تعبيره، ويريدون بلاسخارت مجرد ساع للبريد بينهم وبين الامم المتحدة، مشددا على أن طلب انهاء مهام البعثة يؤضح أن الأمر لا علاقة له برئيسة البعثة، إنما الاحزاب السياسية العراقية لا تريد أن تكون تحت المجهر الدولي، حسب قوله.
وأشار الياسري إلى أن خروج البعثات الدبلوماسية من العراق يعطي انطباعا أن العراق دولة مستقرة وليس بها نزاع ولا تحتاج إلى رعاية، لكن الوضع العراق يختلف، معربا عن اعتقاده أن رعاية المنظمة الدولية للعراق تعطيه مساحة من العلاقات الدبلوماسية، مشددا على أن قطع العلاقة مع الأمم المتحدة يجعل العراق دولة ذات علاقات بمحيطها فقط، مشددا على أن العراق لحد الآن لم يصل لتلك المرحلة من الاعتماد على نفسه، مؤكدا أن مسؤولية الكتل السياسية هي ايصال العراق إلى مرحلة الأمان السياسي وان تصل الديمقراطية إلى مستوى متطور حتى لا نحتاج للبعثات الدولية، مشيرا إلى أن العراق بحاجة إلى دعم دولي بشكل مستمر في ظل وجود قوى طامعة في المنطقة مثل ايران وتركيا وهو ما يجعل العراق ساحة تجاذب.
أحمد الياسري: وجود اليونامي ضاغط على القوى السياسية المستأسدة
وشدد الياسري على أن وجود بعثة اليونامي يجعل الأمم المتحدة أمام إستحقاقات المرحلة في العراق، ووجودها ضاغط على القوى السياسية المستأسدة والنزول عند إرادة الشعب، مؤكدا ان غياب الحضور الدولي يعني أن لا أحد سيعرف ماذا يحصل في العراق، مشيرا إلى أن العراق يحتاج لبعثة اليونامي لاعتبارات داخلية وخارجية.
ولفت الياسري إلى أن قرار إنهاء مهام بعثة اليونامي غير نهائي، والأمر يتوقف على التقرير النهائي الذي سيقدم للأمم المتحدة نهاية العام المقبل، مبينا أنه في حال قرر مجلس الأمن أن هناك حاجة لوجود اليونامي في العراق فسيعيد التصويت على قرار انهاء المهمة ومناقشة الأمر مرة أخرى ويمكن أن تتغير مواقف أعضاء مجلس الأمن، مؤكدا أن ذلك يعتمد على ما ستقوم به الحكومة العراقية وما تقدمه لتؤكد أن هناك نسب انجاز واستقرار تدعم طلب انهاء المهام بشكل نهائي.