خليل عبد الله
ترجمة: المسرى/ أيوب أحمد حميد
هيرو إبراهيم أحمد، شخصية بارزة ولامعة في كردستان، شاركت كمقاتلة شجاعة وجسورة في ثورة كردستان الجديدة، وسجلت عبر عدسة كاميرتها فعاليات قوات البيشمركة وقصف طائرات ومدفعيات النظام البعثي للمناطق المحررة، وتحتفظ بأكبر أرشيف للثورة الجديدة.
هيرو إبراهيم أحمد المعروفة بـ(هيرو خان) ولدت في الثاني عشر من حزيران 1948 بمدينة السليمانية. وتربت في أحضان السياسي والمثقف الأستاذ إبراهيم أحمد والكاتبة والروائية السيدة كلاويز، ليتولد فيها منذ الصغر حب المطالعة والقراءة.
ونتيجة لعمل أبيها السياسي، كان منزلهم كما تقول هي كحقيبة سفرة كبيرة الأمر الذي جعلها تكمل مراحل الدراسة في مدن عدة. إذ أكملت المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية في كركوك وبغداد والسليمانية وطهران قبل أن تنال بكلوريوس علم النفس من كلية التربية بجامعة بغداد.
تزوجت في العام 1970 من الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وأنجبت منه ولدين اثنين وهما (بافل وقوباد).
لقد سلكت هيرو خان كحال زوجها ورفيق نضالها الرئيس مام جلال طريق النضال المرير. وتركت فلذات كبدها في خضم الثورة الجديدة عند أبيها وأمها في لندن، لتتوجه مع الرئيس جلال طالباني نحو ميادين الكفاح والمقاومة.
استهواها العمل الإعلامي في الجبل فلم تلبث تسجل عبر عدسة كاميرتها صور فعاليات قوات بيشمركه كردستان وقصف آلة الحرب للنظام البعثي، وتجازف بحياتها في ميادين القتال بوصفها إعلامية ومقاتلة بصفوف البيشمركه. لتغدو صاحبة أكبر سجل وأرشيف للثورة الجديدة وهو بحد ذاته خدمة جليلة تقدم للثورة وتاريخها من جهة وتاريخ كردستان من جهة ثانية. ويسجل التاريخ بفخر واعتزاز اسم هيرو خان بوصفها أول مصورة ومقاتلة في صفوف البيشمركه.
انتقلت هيرو خان بعد انتفاضة شعب كردستان للخدمة في مجالات أخرى مختلفة. شكلت في البداية منظمة حماية طفولة كردستان التي كانت وما تزال تقدم خدمات كبرى للطفولة وشريحة الأطفال.
استمر حب العمل الإعلامي ساكنا فيها ولم يغادرها، وظلت مواظبة عليه في الحياة المدنية ولكن برؤية عصرية وحضرية حتى أسست تلفزيون خاك وفضائية كوردسات التي ما تزالان تخدمان المسيرة الإعلامية في مجالاتها السياسية والاجتماعية والثقافية بكردستان.
كما وجهت بعد ذلك بإصدار مجلة خاك وببوله وسيخورمه وهي مجلات ساهمت في تطور الصحافة وإحداثة حركة نوعية فيها.
ونظرا لمكانتها السياسية فلقد قدمت هيرو خان مساهمات فعالة ومهمة في مجال حماية الآثار والبيوت التراتية والأملاك العامة. ومنحت الدعم اللازم للعديد من المشاريع التراثية والآثرية منها: معرض زاموا والحفاظ على المخطوطات الأثرية وطبعها وتأسيس متحف الأمن الأحمر والحفاظ على مبنى السراي وسط السليمانية وعمل شتى التماثيل لشخصيات لامعة وفذة في المجتمع.
واعتمادا على خلفيتها السياسية العريقة فقد مارست هيرو خان دورا سياسيا في العمل التنظيمي داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.
كما مُنحت هيرو خان خلال مسيرتها الطويلة في العمل الخيري والإنساني والإعلامي وصون المواقع الأثرية العديد من الجوائز المرموقة على المستوى الداخلي والخارجي تقديرا لجهودها المتواصلة .
وختاما نرجو للسيدة هيرو خان وافر الصحة والعمر المديد، فهي التي ضحت بأكثر أيام شبابها وعزها من أجل شعبها في الجبل والمدينة على حد سواء وسطرت لنفسها تاريخا من الإباء والعز ويظل اسمها ايقونة للنضال والكفال والصمود والتضحية.