غرفة أخبار المسرى :
اعداد : وفاء غانم
مع بداية كل شتاء تزداد مخاوف وقلق العراقيين ، حيث تشهد اغلب المحافظات موجة أمطار غزيرة وفيضانات وسيول وسط تهالك شبكات الصرف الصحي ، والتي تؤدي الى اضرارمادية وبشرية كبيرة.
معاناة الاهالي
ويبدأ أهالي العاصمة بغداد مع اقتراب كل شتاء باتخاذ تدابير بسيطة، كجمع أكياس الرمل ومحاولة تنظيف وتأهيل بعض شبكات الصرف الصحي في الأحياء، عبر حملات تطوعية شبابية.
ويقول ناشطون مدنييون إن “الفيضانات تغرق شوارع وأحياء بغداد كل عام، ولم تتخذ الحكومة منذ سنوات أية تدابير احترازية وعدم جديتها في معالجة ملف شبكات الصرف الصحي، وصرنا نجمع أكياس الرمل، ونؤهل الطابق العلوي من المنزل استعداداً لموسم الأمطار والفيضانات التي تجتاحنا كل عام”.
معاناة النازحين
و يفاقم الشتاء معاناة النازحين داخل المخيمات بسبب التغافل الحكومي والدولي عن أوضاع مخيماتهم المهترئة منذ سنوات ، حيث تزداد أوضاعهم سوءاً مع هطول أول موجة أمطار غزيرة، إذ تتحول مخيماتهم إلى أشبه بمستنقعات مائية, مايلحق بيهم اضرارمادية وصحية جسيمة
دعوات مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حماية النازحين والعودة الطوعيّة إلى مناطقهم.
مياه الصرف الصحي
حالة المياه والصرف الصحي تشكّل مصدر قلق حقيقي لدى الاهالي ؛ حيث تغمر العديد من خزانات الصرف الصحي، وبالوعات الصرف الصحي، أجزاءً كاملة ملوثةً بمياه الصرف الصحي، الوضع الذي يعرّض الناس وخاصة الأطفال الذين هم من بين الأكثر ضعفا ، لخطر الإصابة بالأمراض.”
حقول الموت
أما في شرق العراق فقد أعرب مكتب حقوق الإنسان في وقت سابق عن قلقه البالغ خشية أن تتسبب السيول الجارفة في نقل ما سماها “حقول الموت” صوب أهالي المحلفظات الواقعة قرب الحدود مع إيران. حيث أن هذه المناطق تكون مليئة بحقول كبيرة جدا من الألغام (متروكة منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي) تضم وفق معلومات أولية عشرات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة، وهو ما يشكل خطرا داهما على المواطنين.
الاستعدادت لاستقبال موسم الشتاء
في كل عام تستعد العاصمة بغداد لاستقبال موسم الشتاء والفيضانات لتحجيم اخطار الامطار الغزيرة والسيول التي تنجرف من الدول المجاورة لكنها غير قادرة على استيعاب المشكلة ، بسبب قلة التخصيصات المالية اللازمة لإكمال الخطوط الناقلة للمياه، وعدم الاستعداد الكافي لذلك”. وهذا مايثير عدة تساؤلات عن الاستعدادات الحكومية ووضع البنية التحتية في البلاد.
هل هو التغير المناخي أم سوء إدارة المياه وتقادم البنى التحتية في الموارد المائية من سدود ونواظم تصريف أم سياسات دول المنبع التي تجد في ضعف العراق فرصة مواتية لتحقيق مكاسب على حسابه؟”.
وزارة الموارد المائية ودورها في معالجة الأزمة
مع تفاقم أزمة الفيضانات في العراق، تتجه الأنظار إلى وزارة الموارد المائية ودورها في رسم سياسة مائية واضحة في البلاد، إذ يحمّل العديد من المراقبين والخبراء الوزارة مسؤولية الهدر الكبير في المياه العذبة وعدم توفيرها في السنوات الماضية لأجل استخدامها في مواسم الصيف الحارة، لتأتي الفيضانات في الموسم الحاليّ وتضيف مزيدًا من الانتقادات إلى عمل الوزارة.
وفي اقليم كوردستان
شهدت مدن الإقليم أخيرا فيضانات كبيرة في عدد من شوارعها وقراها السكنية الحديثة، مما دفع السلطات هناك إلى الدخول في حالة طوارئ لمساعدة المدنيين الذين علقوا في بعض الأماكن.
تحذيرات بتكرار سيول أربيل
حذر رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية في البرلمان السابق سلام الشمري من تعرض البلاد الى تكرار ماحدث قبل ايام في اربيل من فيضانات وسيول قبل موسمها المعتاد.
وقال الشمري في بيان صحفي تابعه المسرى إن “موسم الفيضان في العراق دائما مايكون في شهر نيسان من كل عام إن كانت الاجواء الشتائية غزيرة بتساقط الامطار والثلوج ، ولكن مانلاحظه أن التغييرات المناخية مستمرة وتاثيراتها واضحة ليس في العراق وحده بل باغلب دول العالم”.
وشدد الشمري على أهمية أخذ التحذيرات الدولية حول التغييرات المناخية محمل الجد ، خاصة مايتعلق بمواسم من الفيضانات والسيول في غير وقتها قد تضرب مدن دول ومدن عديدة في العالم.
وما بين فيضانات الشتاء وجفاف الصيف ، يعيش العراقيون رحلة الشتاء والصيف، في بلد يضم اثنين من أهم الأنهار ويتمتع بأمتلاكه ثروات هائلة على مستوى العالم .