المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي حازت كتلته على 73 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وأن يضم البرلمان الجديد جهة معارضة، مبينا أنه لا يمانع أن تكون كتلته بأي جهة من إحدى الجهتين – أما تشكل الحكومة أو تكون معارضة- ، فكلاهما من أجل خدمة الوطن، وأن ذلك من أسس الديموقراطية، هذا الموقف يعيد إلى الواجهة الحكومة الأغلبية التي يراد تشكيله في العراق منذ 2003 ولا يمكن تحقيقه نظرا لطبيعة الأطراف والمكونات المشكلة للحكومات الخمس المتعاقبة، فهل سينجح الأمر هذه المرة؟
الصدر حاصل على الاغلبية
استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية الدكتور عزير جبر شيال يقول “إن تشكيل الحكومة هي قضية دستورية وقانونية، تتعلق باعلان النتائج وعقد الجلسة الأولى من البرلمان، وكل جهة او كتلة تمكنت من تجاوز النصف زائد واحد في تلك الجلسة، بأمكانها ان تشكل الحكومة”، مضيفا ” السيد الصدر قادر على تجاوز ذلك الرقم وتشكيل الحكومة القادمة، ولكن ما اعتاد عليه العراقيون هو وسيلة الضغط التي يتبعها الآخرون حالياً على المفوضية للتاثير في نتائجها مستقبلاً، إضافة إلى عرقلة الأمور اليومية للحكومة، مستخدمين في ذلك قوة الحشد الشعبي”.
لعبة لا يحمد عقباها
وأشار شيال لـ ( المسرى) ” للأسف الشديد أن هؤلاء يلعبون لعبة ستؤدي بالنتيجة إلى ما لا يُحمد عقباه، من صدامات مسلحة وفوضى، خصوصاً ان تلك المجاميع التي تتظاهرالآن لا يهمها لا من قريب أو بعيد، السلم الأهلي والمجتمعي، وسير العملية السياسية وديمومتها بشكل سلس كما حددها الدستور”، موضحا ” أن الحكومة المقبلة إذا ما تشكلت لا باس بها بأي شكل ستكون”.
الخلاص من الفساد
ويؤيد استاذ العلاقات السياسية في جامعة المستنصرية عزير شيال أن تكون الحكومة القادمة حكومة اغلبية، معللاً بالقول “لكي نتخلص من قضايا الفساد والمحاصصة أفضل حكومة الأغلبية، وان ما يحصل الآن من مظاهرات لرفض تلك النتائج، إنما يريدون فرض المحاصصة ووجهات نظرهم” منوها ” هؤلاء الخاسرين في الانتخابات مازالوا عناصر مؤثرين في المشهد السياسي العراقي، كونهم يمتلكون السلاح”.
التكنوقراط اساس النجاح
أما الكاتب والباحث السياسي هلال محمد فيرى في حديث للمسرى “أن مقتدى الصدر له الحق بتشكيل الحكومة القادمة، بشرط أن يأتي بوزراء تكنوقراط او مستقلين غير منتمين للتيار الصدري، يكونون قادرين على إحداث تغيير او ضغط معين، لكن إذا كان أعضاء حكومته من عناصر التيار الصدري انفسهم، فبالتاكيد سيفشلون، وهو أمرٌ متوقع”، لافتاً “ان جملة الأغلبية الوطنية في تغريدة الصدر، هي محاولة لكسر النمط السياسي السائد في العراق، بتشكيل حكومة من البرلمان، وإيجاد معارضة برلمانية، رافضاً في القوقت ذاته مبدا التوافق بتشكيل الحكومة”.
الصدر من يقرر
محمد أوضح ايضاً أن” التجربة الصدرية هذه تعتمد على ما يقرره الصدر بنفسه في الحكومة، بمعنى أن نجاحه يعتمد على الإتيان بشخصيات كفوءة ومهنية وتكنوقراط ومختصة، وبخلافه يفشل إذا قام بتوزير شخصيات صدرية ضعيفة وذوي إمكانيات محدودة، وهذا يعني فشل الاسلام السياسي، كما الاحزاب الاسلامية التقليدية الاخرى التي حكمت العراق بكل تياراتها ومسمياتها الأخرى”.
الصدرفي المعارضة
كما لم يستبعد الكاتب والباحث السياسي هلال محمد أن يتحول التيار الصدري الى المعارضة، منوها أن ” التغريدة الاخيرة للصدر طالبت الآخرين بوضوح، انه اذا اردتم تشكيل حكومة تفضلوا، ونحن سنصبح معارضة، وهذا يعني رفضه لتشكيل حكومة توافقية مع الآخرين من الفاعلين السياسيين الشيعة”.