المسرى.. تقرير: أيوب أحمد
تسببت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن التدخل العسكري الخليجي في اليمن بأزمة بين بيروت وغالبية الدول الخليجية، ويتزامن ذلك مع ما تواجهه بيروت من أزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي أنها من بين 3 أسوأ أزمات اقتصادية في العالم.
بديل الخليج للاستثمار
السؤال المطروح هنا، ماذا لو قطع الخليجيون علاقاتهم كليا بلبنان؟ وما هي وجهة الاستثمارات الخليجية المقبلة والى اين ستتجه انظارهم بقصد السياحة والترفيه والتي ينفقون عليها سنويا ملايين الدولات؟
يغرد الصحفي السعودي خليفة الريحان على صفحته انه “بعد قطع العلاقات مع لبنان، هناك بديل لدول الخليج العربي، وهذا البديل اجمل ارضا وارقى شعبا واقرب لنا عقيدة وتاريخا، هو كوردستان”.
كوردستان وجهة للعراقيين والخليجيين
ويزداد الاهتمام الخليجي بتوثيق العلاقات مع إقليم كوردستان العراق، لا سيما الإمارات والسعودية وقطر، ويرى الخليجيون ان اقليم كوردستان يتبنى سياسة معتدلة في العلاقات الخارجية تقوم على أساس المصالح المشتركة، وهو ما يكشف عنه وجود شركات عالمية تتبع للعديد من الجنسيات.
ولكن ماذا عن هذا الاقليم المتعثر اقتصاده بعد انتعاش، فانه لا يخفى على احد ان كوردستان تتمتع بطبيعة خلابة مشابهة الى حد بعيد لطبيعة دول بلاد الشام او ربما اجمل واستقرار امني ممتاز مقارنة بباقي مناطق العراق، يقصده السياح العراقيون من كل صوب وحدب وكان وجهة للسياح الخليجيين وعلى راسهم الكويتيين في ثمانيات القرن المنصرم، هل هذا الاقليم مستعد ليكون لبنان الثاني في المنطقة ويكون وجهة الخليجيين بعد بيروت؟
كوردستان بامكانها استقطاب السياح من اي منطقة
طرح “المسرى” هذه الاسئلة على المتحدث باسم هيئة السياحة في اقليم كوردستان نادر روستي واجاب بالقول ان “كوردستان ذات طبيعة خلابة ويمتلك منتجعات سياحية جميلة بامكانها استقطاب السياح من اي منطقة كانت والوضع في الاقليم افضل مقارنة بباقي مناطق العراق ودول الجوار كلبنان وسوريا”، مؤكدا ان “شبكات الاتصال متوفرة في جميع مدن وارياف الاقليم بالاضافة الى تمتع السياح بحريات خاصة”.
عوائق أمام البديل
اما خالد حيدر استاذ مساعد في كلية الاقتصاد في جامعة السليمانية فيقول ان “كردستان يتمتع بوفرة من الموارد التي تاهله كي يكون وجهة سياحية للبلدان القريبة والبعيدة من الاقليم والدليل ان اربيل اختيرت في عام 2014 العاصمة السياحية للبلدان العربية”، فيما لم يخفِ العوائق في هذا الطريق وهي ان “المياه غير متوفرة في كردستان كما هو في لبنان ولا ننسى ان الازمة الخليجية اللبنانية مؤقتة ولربما تعود الاوضاع الى طبيعتها بعد حين وهذا عائق اخر”.
يبقى السوال هل ان مشاكل اقليم كردستان الداخلية والخارجية لاسيما مع الحكومة المركزية تسمح بهكذا خطوات جريئة من شانها ان تضع اقتصاد الاقليم المتعثر على طريق النمو من جديد؟