تغطية: نعيم العياشي – النجف
إعداد: كديانو عليكو
تعتبر منطقة وسوق الحويش في محافظة النجف من أقدم الاسواق التجارية والدينية ولا يزال باقيا ومزدهرا الى يومنا هذا على الرغم من التطور الذي تشهده مناطق النجف.
كما ويعد سوق الحويش من أهم المعالم التراثية وواجهة ثقافية للمدينة القديمة في النجف، يرفد رواده بمختلف أنواع الكتب، وهذا المعلم يحمل إرثاً ثقافياً يزيد عن 700 عام بحسب مختصين.
يقول محمد علي العطار – صاحب محل للمسرى: ان “سوق الحويش سوق قديم يعود تاريخ مئات السنين، ويوجد في السوق بعض الاثار التاريخية، حيث يوجد في بداية السوق حمام يجاوره ناعورة تسحب المياه من البئر وتصبها في مجرى يؤدي الى خزان حمام الهندي، فضلا عن وجود جوامع كبيرة منها (جامع الهندي، جامع الترك، جامع الحمالين، جامع البشريس، الحطاب) وغيرها من الجوامع الصغيرة”.
من جانبه اكد محمد النجم – صاحب مكتبة للمسرى، ان “مدينة النجف قديمة، خاصة سوق الحويش هي منطقة قديمة عريقة بالحوزة العلمية الدينية وهي شهيرة، مضيفا ان اكثر المراجع والعلماء كانوا يدرسون في هذه المنطقة خاصة منطقة التواثية التي تعتبر منطقة علم ودراسة وحضارة”.
و اكد زمان هادي وهو صاحب مكتبة الحكمة في النجف للمسرى، ان “سوق الحويش يعتبر من اقدم المناطق في العراق، وجد السوق بوجود الامام علي، وذكره بعض الرحالين مثل ابن بطوطة الذي قال (مررت ووجدت سوقا للوراقين وسوقا للنساجين) ويقصد بذلك سوق الحويش”.
واضاف هادي، ان “سوق الحويش تاسس مع تاسيس النجف قبل اكثر من 700 عام وتميز السوق بانه كان في البداية سوقا للبزازين والبقالين وكانت بداية السوق للوراقين اي (اهل الكتب) او سوق المكتبات”.
واشار الى ان “العرب هم اول من سكنوا سوق الحويش ثم بعد ذلك جنسيات مختلفة من اذربيجانيين وايرانيين واتراك وهي من اهم الجنسيات التي سكنت المنطقة، فضلا عن عوائل علمية سكنت السوق”.
وتكمن أهمية هذا السوق في موقعه الجغرافي المجاور لضريح الإمام علي، إضافة إلى المدارس العلمية الكثيرة التي تحيط به، باعتبار ان النجف كان مركزا علميا دينيا وتجاريا مهما. يبلغ طول المدخل الرئيسي للسوق 3 أمتار، يجاوره العديد من الأزقة الضيقة التي لا زالت تحتفظ بهويتها القديمة والتي بدورها تقود المارة إلى سوق الحويش.
تعود تسمية سوق “الحويش” إلى منطقة الحويش التي ينحدر منها السوق، وهي مصغر “حوش”، البيت الصغير الذي تتوسطه باحة، وتمثّل بيوت الفقراء الذين قطنوا في هذا السوق ولا يزال بعضها قائماً.
وعلى الرغم من اختلاف تسميات هذا السوق، فمنهم من يسميه “سوق الجواهري”، ومنهم من يسميه “باب القبلة”، إلا أن الاسم الذي عرف به واشتهر هو “سوق الحويش”.