المسرى ..
تقرير : علي الحياني
ماتزال نتائج الانتخابات الأخيرة تلقي بظلالها على الشارع العراقي، فاحتجاجات الأحزاب الخاسرة في الانتخابات تستمر مع تصعيد شهده يوم أمس، أدى لسقوط شهداء وجرحى في صفوف المتظاهرين.
واشتعل فتيل الأزمة بين المتظاهرين المعترضين على نتائج الانتخابات وهم أنصار مايعرف بالإطار التنسيقي والقوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم مباني حكومية، ومقار بعثات دبلوماسية وسط العاصمة بغداد بعدما قرر المحتجون التوجه لاقتحام المنطقة من بعض مداخلها لتندلع مصادمات عنيفة سقط على إثرها عدد من الشهداء والمئات من الجرحى بين صفوف الجانبين.
قرارات الكاظمي
وأصدر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، السبت، توجيهات جديدة بشأن الأحداث التي شهدتها المنطقة الخضراء.
وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان إن “الكاظمي أمر بتشكيل لجنة تحقيق عليا ضمت في عضويتها أمن الحشد الشعبي، للنظر في الأحداث المؤسفة التي شهدتها تظاهرات أمس”.
إلى ذلك حمّلت اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات،كلا من الكاظمي، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي، بالإضافة إلى قائد القوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء حامد الزهيري مسؤولية الأحداث التي وقعت أمس الجمعة بحق المتظاهرين في بغداد.
دعواتٌ من رئيس الجمهورية
وفي أول تعليق على أحداث الخضراء أعرب رئيس الجمهورية برهم صالح عن أسفه للصدامات التي حدثت بين القوات الامنية والمعترضين على نتائج الانتخابات عند أبواب المنطقة الخضراء.
وقال صالح في تغريدة له على تويتر إن “التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً، وضرورة عدم خروجه عن إطاره السلمي القانوني، والصدامات التي حصلت بين قوات الأمن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق، وضمان .0عدم تكرارها”.
الخزعلي يندد
في نفس السياق دان الأمين لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي استعمال القوات الامنية للسلاح الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين.
وطالب الخزعلي في بيان “محاسبة الأفراد الذين أطلقوا النار وقتلوا المتظاهرين وأصابوهم، وكذلك من أصدر هذه الأوامر”.
اتهامات لطهران
من جهة أخرى اتهم السياسي العراقي مثال الآلوسي السفير الإيراني في بغداد المسؤولية عن أحداث الأمس.
وقال الآلوسي في تغريدة له على تويتر إن “تظاهرات الأمس هي “السم الذي دسه سفير طهران” في بغداد إيرج مسجدي، مطالباً بطرده من بغداد”.
تدخل السيستاني
المحلل السياسي محمد علي الحكيم أشار إلى أن، ماجرى كان بمثابة فاجعة للشعب العراقي، ونحن على أبواب فتنة كبيرة.
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “على الجميع ضبط النفس والتحلي بالحكمة وتحمل المسؤولية في الحرص على السلم الأهلي ووحدة العراقيين”.
وأضاف أنه “يجب عدم الانزلاق إلى الفوضى، وينبغي على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية والوضعية تبدو حرجة جدا”.
وشدد في الوقت ذاته” على ضرورة الاستماع والاستنارة بتوجيهات المرجعية الدينية في النجف، وأتباع حكمتها في تهدئة الوضع”.
قلقٌ أممي
بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) عبرت عن أسفها لتصاعد أعمال العنف في بغداد.
ودعت يونامي الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واحترام الحق في الاحتجاج السلمي، وأن تبقى المظاهرات سلمية.
ويقام مجلس عزاء للشهداء التي سقطوا خلال تظاهرات الأمس، وسط حضور متوقع لزعماء الإطار التنسيقي وعلى رأسهم قيس الخزعلي والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وزعيم كتائب سيد الشهداء أبو ألاء الولائي.