المسرى ..
اعداد : وفاء غانم
تركة ثقيلة خلفها داعش في محافظة نينوى برغم مرور سبع سنوات على تحريرها من سيطرة التنظيم الارهابي في2017 , الا ان مخلفات داعش مازالت موجودة في كل مكان في المحافظة.
جرائم وحشية ومقابرجماعية
وخلال سنوات سيطرة تنظيم داعش على المدينة قام بأرتكاب جرائم وحشية حيث قام بأعدام آلاف الأشخاص ودفنهم في مقابر جماعية لأسباب دينية وعقائدية وأمور أخرى.
وبلغ عدد المقابر الجماعية في محافظة نينوى 90 مقبرة تتوزع على امتداد مناطق المحافظة المختلفة، بما فيها قضاء سنجار ذو الأغلبية الإيزيدية.
ووفق تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” عام 2018، فإنها وثقت وجود 202 موقع للمقابر الجماعية لضحايا “داعش”، بمحافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب).
سنجار
كشف مكتب انقاذ المختطفين الازيديين، في وقت سابق عن آخر احصائية لـ”جرائم” داعش بحق هذا المكون من العام 2014 الى 2021.
وحسب بيان صادر عن المكتب ، أن هذه الإحصائيات معتمدة لدى الأمم المتحدة، مضيفا ان عدد الازيديين في العراق كان بنحو 550,000 نسمة.
ونزح جراء داعش نحو 360,000 شخص، حسب الاحصائية، فيما يقدر عدد الذين رجعوا الى سنجار بـ 150.000 شخص، مشيرة الى أن عدد الشهداء في الايام الاولى بلغ 1293 شهيداً.
احصائية مكتب انقاذ المختطفين، اوضحت أن عدد الايتام التي افرزها داعش 2745 يتيماً، فيما بلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 82 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية ، حسب البيان.
فيما تطرق الى الذين هاجروا الى خارج البلد فيقدر عددهم تقريباً بأكثر من 100.000 شخص.
وبلغ عدد المختطفين الازيديين 6417 مختطفاً، منهم: 3548 انثى، 2869 من الذكور، اما اعداد الناجين من قبضة “داعش الإرهابي” فهم 3545 شخصاً، منهم 1205 نساء، 339 من الرجال، 1045 من الأطفال الإناث، 956 من الأطفال الذكور، وفقا للاحصائية.
وتقسّم 2768 من الباقين، الى 1298 انثى، 1470 ذكرا، بحسب احصائيات مكتب انقاذ المختطفين الازيديين، وفقا لاخر تحديث له في 15-02-2021.
وحتى الآن تم إخراج رفات 348 من 17 مقبرة جماعية، من أصل 73 مقبرة جماعية لضحايا داعش، حيث نقلت إلى الطب العدلي في بغداد لفحصها.
تعرض أغلب سكان سنجار للإبادة من قبل مسلحي داعش في 3 آب 2014، حيث فقد من سكان قرية كوجو لوحدها 520 من الرجال و510 نساء
الخسفة وعلو عنتر
واعلنت الحكومة الإتحادية في وقت سابق عن مساعيها للتحقيق و جمع المعلومات والأدلة حول حفرتي الخسفة و علو عنتر، دون أن تحدد موعداً لفتح المقبرتين الجماعيتين و انتشال رفات الضحايا.
الخسفة و علو عنتر حفرتان عميقتان في محافظة نينوى استخدمها تنظيم داعش أثناء سيطرته على المنطقة كمقابر جماعية للتخلص من جثث ضحاياه، ويُرَجَّح أن تضم الحفرتان رفات الآلاف من المواطنين.
وكانت مؤسسة شهداء نينوى بالتنسيق مع دائرة حماية المقابر الجماعية التابعة للحكومة الاتحادية قد بدأت في 18 كانون الثاني 2021 عمليات بحث أولية في هاتين المقبرتين بحسب مدير مؤسسة الشهداء في نينوى.
تقع الخسفة التي يطلق عليها أهالي نينوى اسم حفرة الموت على بعد 20 كم جنوبي مدينة الموصل بالقرب من قرية العذبة على الطريق الرئيسي الواصل بين الموصل وبغداد.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نشرت تقريرا في آذار 2017 أشارت فيه على لسان شهود عيان الى أن تنظيم داعش أعدم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في تلك المنطقة وألقى بجثثهم في حفرة الخسفة التي يبلغ قطرها 35 متراً.
بيما تقع حفرة علو عنتر في أطراف مدينة تلعفر وتبعد نحو ستة كيلو مترات عن مركز تلعفر (70 كم غربي مدينة الموصل)، في مساحة فارغة من السكان والزرع، في عمق الصحراء، قرب قرية تسمى (بكَي قوط).
تشير التحقيقات الأولية التي أحرتها المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق في شباط 2020 الى أن الحفرة تحوي رفات أكثر من ألف مواطن من المكونين التركماني و الايزيدي أُعدِموا من قبل تنظيم داعش.
اهالي الضحايا وغياب حكومي
يرى أقارب الضحايا أن التأخير في فتح المقابر الجماعية وإنصاف ذوي المفقودين يعد إهمالا و تهميشا حقيقيا بكل معنى الكلمة ورغم المطالبات المتكررة بانصاف هذه الشريحة الا ان الحكومة العراقية لم تعر أي اهتمام حقيقي لهذا الملف وما يزال الآلاف يعيشون العوز والحرمان بسبب حرمانهم من الحقوق. فيما حذّر مراقبون بأن التاخر في فتح تلك المقابر سيصعّب العملية أكثر، “لأن العوامل الطبيعية والأمطار ستلحق أضراراَ كبيرة برفات الضحايا والأدلة الموجودة في المقابر.
أن مؤسسة الشهداء ما زالت بحاجة إلى تطوير في مجال البحث والكشف عن المقابر الجماعية ورفع جثث الضحايا منها ، فضلاَ عن التقنيات العالية والخبرات المتميزة للتعرف على هويات الضحايا، وخصوصًا في حالة أن تكون المقبرة قديمةز بحسب المراقبين.
واجتاح “داعش” صيف 2014، ثلث مساحة العراق، قبل أن تشن بغداد حملة مضادة بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمكنت من خلالها استعادة أراضيها تدريجيا لغاية عام 2017.
الى جانب تعرض الآلاف من اهالي المحافظة الى القتل والاختطاف والنزح القسري ، لا يزال مصير قسم كبير منهم مجهولاً.