وُلد الفنان الكردي الشهير حسن زيرك في 29 تشرين الثاني عام 1921، في مدينة بوكان شرقي كردستان.
اشتهر بتسجيلاته للأغاني الشعبية الكردية الكلاسيكية وبكلماته الكلاسيكية والحسية، ويُعتقد أنه ألف أكثرَ من ألف أغنيةٍ في حياته.
ويُعتَبر حسن زيرك مدرسة غنائية كردية كبيرة، صنعتها العفويةُ والتواضعُ وصدقُ المشاعرِ ووفاءُ الروح وجمالُ مدينته بوكان، التي لا تزال تَسمعُ صدى صوتِ زيرك، تُردِّدُه الجبالُ والوديانُ الخضراء.
أَنشد زيرك لكل شجرةٍ وزهرة وصخرة ووادٍ، أَنشد لهم بحب صادق خال من الغايات، فأَحبَّهُ الجميع وطربوا لغنائه الأصيل، فهو صاحب رصيد غنائي كبير وأصبح هَرَما كرديا يَفخَرُ به الفنُ والتراثُ الكردي.
عاش زيرك طفولةً بائسة، فقد وُلد يتيماً لم يَرَ والداً يرعاه ويحتضنه ويعلِّمه، بل فوجئ بحياة ملؤُها القساوةُ والحُرمانُ، فلم يتسنَّ له الالتحاق بالمدرسة.
ورغم ذلك عاش مبدعا كونه من الأصوات الغنانية الخالدة ذات الإنجازات الحافلة في مسيرة الأغنية الكردية، صوته يحمل الشجن الكردي الممزوج بحزن النفس وضَنَكِ العيش وقسوة الحياة، ورغم وفاته، لكن صوته يقاوم النسيان بحنجرته الذهبية وبساطة الكلمة المُفعمة بالعفوية وعذوبةَ الألحان.
كان زيرك شاعرا وملحناً بالفطرة، اصبحت اغنياته كنزا من كنوز التراث الشعبي الكردي فيُعتبر أبا روحيا للأغنية الشعبية الكردية القديمة والتي كانت الوسيلة الأكثر تواصلا بين أبناء الشعب الكردي لتمجيده بطولاتهم النضالية والتي أَحبها الشعب الكردي ويغنيها في مناسباته ومنها نوروز.
عانى حسن زيرك الفقر والتشرد والمرض، حتى وفاته بصمتٍ في 26 حزيران 1972 في مدينة بوكان في ظلِّ ظروفٍ قاسيةٍ، تاركاً إرثاً غنياً وراءه وما يزال صوته يَصدَحُ في كل بيت كردي.