في إحصائية أخيرة ومؤسفة لحالات الطلاق المسجلة خلال ايار الماضي في عموم محافظات البلاد ، كشف مجلس القضاء الأعلى، عن أن عددها بلغ 6666 حالة، بمعدل 222 حالة طلاق يوميا، ونحو 10 حالات في الساعة الواحدة، فيما تصدرت العاصمة بغداد أعلى القائمة ، بعض المختصين ربط ارتفاع حالات الطلاق بأرتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء.
وينشر مجلس القضاء الأعلى بيانات وإحصائيات مفصلة بعدد حالات الطلاق في العراق، بشكل شهري ، لكل محافظات العراق عدا إقليم كردستان ، ما يعني أن الرقم سيكون أكبر عند احتساب كل الحالات على صعيد البلاد عامة .
مطالبات بحملات توعية ضد تعنيف النساء ..
نقابة المحامين العراقية وفي تصريح صحفي سابق اطلع عليه المسرى ، رجحت أسباب ارتفاع حالات الطلاق لضغوط الحياة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والبطالة، إضافة إلى الزواج المبكر والعنف الأسري، داعية إلى ضرورة إجراء حملات توعية كبيرة فيما يخص ضرب النساء وتعنيفهن . في حين طالبت النقابة بزيادة عدد المختصين الاجتماعيين لتأدية دورهم الإصلاحي في هذا المجال.
ارتفاع ملحوظ للنسب
الملاحظ والمتابع لتلك الاحصائيات التي ينشرها مجلس القضاء الاعلى ، يمكنه ان يدرك ان الوتيرة في تصاعد والارقام تتزايد لحالات الطلاق في كل عام ، مايؤشر حالة من اللا اهتمام الحكومي لتلك المشكلة وعدم اخذ المبادرات الرسمية لمعالجة ودراسة تلك الظاهرة والوقوف على اسبابها والتفكير بوضع خطط عاجلة حرصاً على الاسرة العراقية وعدم زعزعة الاستقرار المجتمعي، ما يعرض مستقبل آلاف الأسر العراقية والشباب والأطفال للضياع والتفكك.
أهم الاسباب المؤدية للطلاق ..
تعددت الاسباب والموت واحد كما يقال .. فرغم ان للطلاق العديد من الاسباب التي تدفع الشريكين لأتخاذ قرار الانفصال ، الا أن ذوي الاختصاص يقفون عند مجموعة رئيسة من تلك الاسباب واسعة الانتشار ، ومنها العنف الاسري وتصاعد نسبه ، وهو ما دفع الكثير من الناشطين في مجال الاسرة بالمطالبة مراراً وتكرارا بالغاء المادة 41 من قانون العقوبات العراقي، التي تبيح ما تسميه بتأديب الزوجة، وتشريع قوانين لحماية المرأة ومناهضة العنف الأسري
اما كارثة زواج القصر فهي طامة كبرى بحد ذاتها ، حين يزج بأطفال غير مدركين لتلك المسؤولية العظيمة ( الاسرة ) ولا عارفين بشروط استمراريتها ولا حتى مؤهلين عاطفياً ولا جنسياً او جسدياً لدخول عالم تتراكم فيه المسؤوليات وتزداد يوماً بعد آخر ، فكيف ستكون النتيجة أكثر من حياة لا تطاق او انفصال بالطلاق وعوضاً عن كل هذا وذاك ، فأن بعض المختصين يرجحون الخيانة الزوجية والانشغال بالسوشال ميديا والالعاب الالكترونية سبباً كبيراً للانفصال خلال السنوات الاخيرة .. هذا وأكد بعض ذوي الشأن بأن الحالة الاقتصادية مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع خدمة الكهرباء انعكس بشكل كبير على الحالة المزاجية للأفراد داخل الاسرة ، ما فاقم من سوء الاوضاع وزاد الطين بلة ..
بقاء المشكلة دون حلول

